منذ أن اصبح عبد الإله اكرم رئيسا لفريق الوداد البيضاوي لكرة القدم وهو يسعى بكل ما أوتي من مال أن يجل من القلعة الحمراء أقوى ناد على الصعيد الوطني، وذلك من خلال الإنتدابات المثيرة للجدل، حيث حطم كل الأرقام القياسية، سواء في الأعداد الهائلة من اللاعبين الذين التحقوا بالفريق، أو من خلال الأرقام المالية التي صرفت في حقهم. هذه الخاصية التي تميزت بها الوداد على باقي الأندية الأخرى جعلت العديد من وكلاء اللاعبين يسارعون لنيل رضا أكراموفيتش، كما يحلو لبعض أنصار ومحبي الفريق تسميته بهذا الإسم، حيث أصبح مركب محمد بن جلون قبلة لمجموعة من العناصر المحترفة بمختلف أطيافها وجنسياتها، خصوصا في ظل النتائج الباهتة التي يحصدها النادي في بطولة هذا الموسم. وبغض النظر الإنقسامات التي خلفتها بعض الإنتدابات داخل المكتب المسير للوداد، على اعتبار أن بعض اللاعبين لن يكون بمقدورهم تقديم الإضافة اللازمة للفريق، فإن الرئيس يسعى لتحويل القلعة الحمراء إلى مجموعة من اللاعبين المحترفين الذين دافعوا عن ألوان مختلف المنتخبات الوطنية، بالرغم من أغلب هذه العناصر أبانت عن فشلها بمختلف الدوريات الأوروبية والعربية. فالوداد البيضاوي يعتقد أنه بتعاقده مع هذه العينة من اللاعبين الذين لم يستطيعوا إثبات ذواتهم بمختلف البطولات الخارجية قادرين على تحقيق حلم طالما رواد أنصار ومحبي الفريق الأحمر على الفوز بدوري عصبة أبطال إفريقا والمشاركة في بطولة العالم للأندية التي أصبحت الهدف الأساسي لأندية القارة السمراء. لكن العيب في كل هذه الإنتدابات حسب بعض الغيوين على الوداد، هي كونها تتم عن طريق المكتب المسير ودون استشارة من الإدارة التقنية التي لاحول ولاقوة لها، سوى أنها تبارك مثل هذه الإنتدابات وإن كانت لاتدخل في مخططاتها، وقد حدث هذا مع المدرب السابق البرازيلي دوسانطوس الذي انتقد بشدة اللاعبين الذين تعاقد معه الفريق قبل تسلمه مهمة الإشراف عليه. نحن هنا لسنا ضد سياسة الوداد أو بعض الفرق الأخرى حول هذه الإنتدابات التي قد تؤجج الوضع داخل النادي، خاصة أن فورة غضب من طرف اللاعبين ضد المدرب الإيطالي دييغو كارزيتو الذي دخل في صراع مع مجموعة من العناصر التي تم انتدابها الموسم الماضي، وأصبحت في عهده حبيسة دكة الإحتياط، مفضلا عليها أسماء لازالت حديثة بالفريق، وهي مشاكل أثرت بشكل كبير على النتائج التقنية الوداد التي لم تستطع أن تحصل خلال اربع مباريات سوى على نقطتين. يمكن القول أن الوداد مثل بقية الفرق المشاركة في المنافسات القارية مطالب بانتدابات في المستوى، بدل التوقيع للاعبين فشلوا في مشوارهم الإحترافي، ورفضت العديد من الأندية الإرتباط بهم ففضلوا العودة إلى أرض الوطن بحثا عن مكان تحت الشمس يحميهم من صقيع أوروبا والعواصف الرملية بدول الخليج. وإن كانت بعض تصريحات هؤلاء اللاعبين العائدين إلى أرض الوطن تسير في اتجاه واحد، وهو أن سبب انضمامهم إلى القلعة الحمراء يعود أساسا إلى حنينهم للعودة إلى صفوف المنتخب المغربي، وهذا حلم مشترك بين جميع لاعبي البطولة الوطنية، لكنه أضحى صعب المنال في الوقت الراهن، على اعتبار أن المدرب الجديد لأسود الأطلس يسعى جاهدا هذه الأيام لإقناع مجموعة من اللاعبين المحترفين بأوروبا لحمل القميص الوطني. فالأموال الكثيرة التي صرفها الفريق البيضاوي في انتداب بعض اللاعبين، وبالتالي الإستغناء عنهم نتيجة عدم تأقلهم مع الأجواء العامة للنادي، كان من الأحرى استثمارها في التكوين وتأطير الفئات الصغرى التي انتابها اليأس، ولم يعد لها مكانا داخل تشكيلة الكبار، علما أن الفريق الذي فاز ببطولة إفريقيا للأندية الفئزة بالبطولة كان يتكون في الغالب من لاعبين من أبناء القلعة الحمراء، والذين التحقوا بعد ذلك بمختلف الدوريات الأوروبية. إذا، لماذا يتم صرف الملايين على مدرسة الفريق ومركز التكوين والفئات الصغرى، وفي نهاية المطاف يكون مصيرهم التهميش، فيما تمنح الفرصة لأشباه المحترفين الذين لم يقدموا إضافات كبيرة للنادي سوى الفوز بلقب البطولة بشق الأنفس بالرغم من الأموال الكبيرة التي أنفقت عليهم.