دأبت الصحافة الألمانية، المتخصصة في قضايا الحوادث والجريمة، على وصف عمر وأبوبكر زعيتر ب"التوأم المتوحش brutalo twins ". وقد يبدو هذا الوصف "الإجرامي" قدحيا وازدرائيا للوهلة الأولى، لكنه كان نتاج ترصيد لتراكمات شرطية وقضائية وإعلامية كبيرة، خصوصا بعدما تورط هذا التوأم "المتوحش" في ارتكاب عدة جرائم سطو وسرقة بالعنف، بما فيها العنف المبني على النوع الاجتماعي، كما أنهما درجا كذلك على استغلال حالة الشبه الكبير بينهما لتغليط الشهود والمحلفين في قاعات المحاكم للتنصل أحيانًا من العقوبات السالبة للحرية. ونزوع هذا "التوأم المتوحش" إلى العنف لم يكن عرضيا، وإنما كان نسق سلوك متواتر و مرضي، فقد نقل موقع Express.de في سنة 2012 عن أبو زعيتر قوله "كنت دائما ما أتعرض للضرب. لم أشعر بالخوف مطلقا. أردت أن يتحدث الناس عني، وليس لدي تفسير لماذا أصبح الضرب إدمانًا". وفي تعقيب على هذا الجنوح نحو الجريمة الموسومة بالعنف، يقول Christian Pfeiffer، وهو عالم ألماني متخصص في علم النفس الجنائي " كلما كان الرجل أكثر نرجسية، كان أكثر تركيزًا على الذات، وكلما حدد هيمنته، زادت احتمالية رد فعله بقوة على الجريمة". ولعل هذا التوضيح الطبي هو الذي يفسر لنا كيف أصبح هذا "التوأم المتوحش" ميالا إلى التفاخر بالسيارات والساعات والعضلات في مواقع التواصل الاجتماعي. فالعالم الافتراضي عوّض الإخوة زعيتر عن مكانهم الاعتيادي في الأرصفة والشوارع العامة في ألمانيا، فصاروا يستعرضون "الغنائم" في انستغرام وفايسبوك بعدما كانوا في السابق يتعاركون في قارعة الطريق ويجردون ضحاياهم من سياراتهم الفارهة تحت التهديد بالعنف. ونزعة الظهور والتفاخر تبدو جلية، وبشكل مرضي، في كل فيديوهات هذا "التوأم المتوحش"، حتى قبل أن تظهر عليه آثار النعمة المستجدة. فعمر زعيتر شكّل الاستثناء الوحيد في فيديو سابق تداوله أبناء الجالية المغربية بألمانيا، بعدما ظهر بمفرده بقفص صدري عاري وببطن مترهلة، بينما الجميع كانوا يرتدون ملابسهم ويتحدثون دون "صفاقة" كما كان يفعل عمر زعيتر. وإسدال وصف "التوأم المتوحش" على عمر وأبوبكر زعيتر في الإعلام الألماني تبرره سوابقهما القضائية العديدة التي "تجاوزت في طولها مجموع لفات دورة مناديل المرحاض" كما علقت على ذلك القناة الألمانية الجهوية الرسمية WDR بسخرية سوداء. ففي سنة 2006 مثلا نشر الموقع الألماني KÖLNER STADT-ANZEIGER مقالا مطولا تحت عنوان " اللبس المحيط بالتوأم داخل المحكمة"، استعرض فيه سوابق عمر وأبو بكر زعيتر التي لم تخل من عنف واستغلال للشبه بينهما لتضليل العدالة والشهود وأعضاء المحلفين. ومن ضمن الجرائم التي وقف عندها هذا التقرير الصحافي الألماني هي واقعة السطو والتهديد بالقتل التي ارتكبها أبو بكر زعيتر في يونيو 2004 في حق وكيل عقاري في klettenberg عندما سلبه سيارته فيراري أمام عموم الناس. فأبو زعيتر لم يستطع مقاومة شغفه بهذه السيارة الفاخرة وقتها، فما كان منه إلا أن لجأ إلى العدالة الخاصة وأستل عضلاته من جسمه ليستولي على السيارة بالقوة! وهذه النازلة، هي فيض من غيض في سجل "التوأم المتوحش"، وتبقى لوحدها كافية ليفهم الرأي العام كيف يتعاطى أزعيتر مع ممتلكات الآخرين. فمن يستولي على سيارة فيراري بالقوة هو قادر كذلك على الاستيلاء على الملك البحري في شاطئ مارينا اسمير. ومن يتجاسر ويعنف صديقته السابقة في الشارع العام لا يرعوي في تعنيف نادل مقهى ستاربكس بالرباط. ومن يحاكم في ألمانيا من أجل السرقة المشددة يبقى قادرا على ارتكاب كل الجنايات والجنح الممكنة متى كانت غايتها هي المال والساعات الفاخرة والسيارات الفارهة.