لم تجد الخارجية الأمريكية بدا من نشر النص الكامل للمحادثات التي دارت بين كاتب الدولة الأمريكي بلينكن ورئيس الجزائر تبون. وبينما نشرت الخارجية الأمريكية كل تفاهات الرئيس تبون، وما تفوه به أمام الوزير بلينكن، على موقعها، تم تسريب التسجيلات الصوتية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي شكلت مادة دسمة للاستهزاء والسخرية داخل الجزائر وخارجها. وقد بدا من خلال ما نشرته الخارجية وما تم تسريبه من دردشة أن الرئيس الجزائري لم يتوقف عن الشكوى والبكاء، ثارة من الظروف المعيشية في الجزائر وغياب مادة الحليب، وثارة من جاره الجغرافي والتاريخي المملكة المغربية، الذي يبدو انه تحول إلى كابوس مزعج يؤلم حكام الجزائر ويقض مضجعهم. وبينما لم يتوقف الرئيس تبون عن الثرثرة والإطناب الفارغ والكلام الركيك ظل الوزير بلينكن ملتزما بالصمت، ولم يجبه عن كل ذلك الهراء، إلا بجملة قصيرة، قبل أن يستأذن بالرحيل. بل لعله طلب من أعضاء سفارته قرصا ضد آلام الرأس، من شدة ما عاناه مع رئيس لا يحترم قواعد المجالس الكبرى. وقد تجرأ الرئيس الجزائري على تحريف الكثير من المعطيات التاريخية حول العلاقات المغربية الجزائرية، دون ان يتدارك أو يستوعب بأنه كان بصدد الكذب على الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تملك أكبر بنوك المعطيات التاريخية، وأنه يكفي نقرة واحدة من أجهزة الكمبيوتر ليكتشف بلينكن ان رئيس "الجمهورية الجزائرية الشعبية" كاذب ومزور وأفاك، وفوق هذا وذاك فهذا رجل ثرثار، يتكلم كثيرا ولا يفكر إلا قليلا، إن لم نقل أن كامل دماغه تحول إلى عضلات ذقنية ولسانه. لا جدوى إذن من الرد على مضامين كلام تبون، ولا جدوى أيضا من إفحامه مرة أخرى بالحجة والدليل ضد ما قام به تشويه للحقائق، فالرجل فاقد لجزء كبير من قواه العقلية، وهو يقضي كامل يومه داخل مكتبه منشغلا بفتح واقفال ثلاجته الصغيرة لينتشي بعشرات الكؤوس المنعشة، وعشرات السجائر التي غالبا ما تحول مكتبه الى مدخنة، وذلك في انتظار تعليمات سيده الكابران سعيد شنقريحة. إن المقربين من الرئيس الجزائري يعرفون انه "قليل العمل كثير الزعل" كما يصفه اصدقاؤه، وبالتالي فلا ألذ عنده من مجالس الثرثرة والتباهي، وهذا لا يليق برئيس دولة تجرأ على تحويل استقباله لوزير أمريكي إلى مجلس للتباهي والتفاخر والفضفضة، علما ان وقت بلينكن يقاس بالدقائق، لا بالساعات كما هو حال تبون. وقد لقنت الولاياتالمتحدة حكام الجزائر درسا بليغا بنشرها لمضامين ما جرى بين وزيرها المحب للاختصار، والرئيس الجزائري الثرثار، حتى يعتبر كل من ظل يرفض الاعتبار، ويتعلم هؤلاء الكابرانات قواعد البروتوكول والحوارات الديبلوماسية. إن ما حصل للرئيس مجيد تبون هو نفسه ما حصل للسلحفاة الثرثارة مع صديقتيها البطتين، حينما حملهتاها بينهما وهي تشد بفمها في طرف عود كانت البطتان تقبضانه من طرفيه، وبينما هما تطيران في الهواء تكلمت السلحفاة فوقعت على الأرض، فحصل ما حذرت منه البطتان صديقتهما، و كان ذلك جزاء من لا يستمع للنصيحة ولا يتحكم في لسانه.