وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء (30 مارس) إلى الجزائر، حليفة موسكو والتي تعد من بين أكبر منتجي الغاز، على أمل دفعها إلى إنهاء خلافها مع المغرب ومناقشة أزمة الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذه أول زيارة يقوم بها بلينكن إلى الجزائر بصفته وزيرا للخارجية. وبعد إسرائيل، زار المغرب، التي تقيم علاقات مع إسرائيل بينما علاقاتها مقطوعة مع الجزائر. وسيلتقي بلينكن بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يائيل لمبرت إن بلينكن ونظيره الجزائري "سيناقشان الأمن والاستقرار الإقليميين والتعاون التجاري ودعم حقوق الإنسان والحريات الأساسية". وتأتي الزيارة في ظل توتر عميق بين المغرب والجزائر بشأن الصحراء المغربية، وهو خلاف يهدد الآن إمدادات الطاقة من المنطقة إلى أوروبا في ظل أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا. وبعدما قطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب في اغسطس، قررت عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي كانت تستخدمه لتصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب. وتستمر زيارة بلينكن إلى الجزائر ست ساعات فقط، لكنها تشمل اجتماعات مع كبار المسؤولين، بما في ذلك غداء عمل مع الرئيس تبون، كما سيتم إطلاق معرض تجاري مع الشركات الأمريكية المتواجدة في البلاد. وتوترت العلاقة بين واشنطنوالجزائر منذ أواخر عام 2020 عندما قررت الولاياتالمتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية. وجدد بلينكن أثناء وجوده في المغرب أمس الثلاثاء دعم المقترح المغربي لحل النزاع من خلال منح الإقليم حكما ذاتيا تحت سيادة الرباط، مؤكدا العزلة المتزايدة للجزائر في دعمها لجبهة البوليساريو. وعلى الرغم من التقارب التاريخي بين الجزائروموسكو، تسعى الولاياتالمتحدة للتعاون مع الجزائر في مجال محاربة المتطرفين المرتبطين بتنظيم "الدولة الإسلامية" وعناصر القاعدة الذين ينشطون في المنطقة. وقد يحث بلينكن الجزائر أيضًا على إعادة فتح خط أنابيب الغاز العابر للمغرب، ما قد يساعد الدول الأوروبية على تقليل اعتمادها على الطاقة من روسيا.