وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، إلى الجزائر، بهدف إيجاد حل وإنهاء مشاكلها مع المغرب ومناقشة أزمة الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذه أول زيارة يقوم بها بلينكن إلى الجزائر بصفته وزيرا للخارجية، وصل إليها قادما إليها من زيارة هامة بالمغرب استمرت لمدة 3 أيام، في حين سيدوم مقامه في الجزائر لست ساعات فقط، سيلتقي فيها بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة.
وكشفت "يائيل لمبرت" مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن "بلينكن ونظيره الجزائري سيناقشان الأمن والاستقرار الإقليميين والتعاون التجاري ودعم حقوق الإنسان والحريات الأساسية".
وتستمر زيارة بلينكن إلى الجزائر ست ساعات فقط، إذ تشمل اجتماعات مع كبار المسؤولين، بما في ذلك غداء عمل مع الرئيس تبون، كما سيتم إطلاق معرض تجاري مع الشركات الأمريكية المتواجدة في البلاد.
فيما أشار متتبعون إلى أن بلينكن سيطالب الجزائر أيضا بإعادة فتح خط أنابيب الغاز العابر للمغرب، ما قد يساعد الدول الأوروبية على تقليل اعتمادها على الطاقة من روسيا.
وتأتي الزيارة في ظل نزاع مفتعل من الجزائر حول الصحراء المغربية، وهو خلاف يؤثر الآن إمدادات الطاقة من المنطقة إلى أوروبا في ظل أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وسبق أن أعلنت الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب في غشت، وقررت عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي كانت تستخدمه لتصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب.
وخرجت الجزائر من أولويات واشنطن منذ أواخر عام 2020 عندما قررت الولاياتالمتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، مقابل إقامة الرباط علاقات مع إسرائيل.
وجددوزير الخارجية الأمريكي أثناء وجوده في المغرب دعم المقترح المغربي لحل النزاع من خلال منح حكما ذاتيا تحت سيادة الرباط، مؤكدا العزلة المتزايدة للجزائر في دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وجدد أنتوني بلينكن في لقاء صحفي عقده رفقة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، التأكيد على موقف الولاياتالمتحدة الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي. مشددا على أن "الولاياتالمتحدة تعتبر مبادرة المغرب للحكم الذاتي حلا جديا وواقعيا، يستجيب لتطلعات سكان الصحراء".
كما أشار أنتوني بلينكن إلى دعم بلاده للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، في قيادة العملية السياسية تحت رعاية الأممالمتحدة، معربا عن تقديره لدعم المغرب لمهمة المبعوث الأممي.
وسبق أن أعلنت الدبلوماسية الأمريكية أن "زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكين إلى المغرب جاءت تحت شعار التزام لصالح الأمن والازدهار".