وجه الوزراء العرب أول صفعة للدولة الجزائرية أو لعلها آخر صفعة الى حد الساعة ! قبل انعقاد القمة العربية التي عولت عليها كثيرا وتمني نفسها باحتضانها. وقد جاء ذلك عبر توجيه صفعة قوية الى ايران، بسبب تسليحها للعناصر الانفصالية التي تناهض المغرب في وحدته، وتلقى سندا في قصر المرادية! وجاء هذا عبر قرار لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، يومه الأربعاء بالقاهرة، بالإعلان عن رفضه «قيام إيران بتسليح عناصر انفصالية تهدد أمن واستقرار المغرب». وأقر الاجتماع الوزاري العربي قرارا، اتخذته اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الازمة مع ايران وسبل التصدي لتدخلاتها فى الشؤون الداخلية للدول العربية، التي اجتمعت على هامش المجلس، يقضي بالتضامن مع المملكة المغربية في مواجهة تدخلات النظام الإيراني وحليفه "حزب الله" في شؤونها الداخلية، خاصة ما يتعلق بتسليح وتدريب عناصر انفصالية تهدد وحدة المغرب الترابية وأمنه واستقراره. وأكدت اللجنة أن هذه الممارسات الخطيرة والمرفوضة تأتي استمرارا لنهج النظام الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار الإقليمي. و بهذا القرار يتبنى الوزراء العرب الموقف المغربي جملة وتفصيلا كما يعطون التزكية العربية الشاملة لما قدمه المغرب من مواقف وحجج. وتعود القضية إلى فاتح ماي 2018 عندما أعلنت المملكة قطع علاقاتها مع إيران بسبب دعم طهران لجبهة البوليساريو. وتلاه اغلاق المغرب لسفارته في طهران وطرد السفير الإيراني في الرباط. وقد جاء هذا القرار كرد فعل على تورط أكيد لإيران من خلال حزب الله مع جبهة البوليساريو ضد الأمن الوطني ومصالح المغرب العليا، كما قالت الخارجية المغربية وقتها. وتفاصيل القضية تقول إن مسؤولا في حزب الله في سفارة إيرانبالجزائر كان ينسق مع مسؤولي حزب الله وجبهة البوليساريو و هو ما لا يمكن أن يكون دون علم إيران. وعلاوة على ذلك، زار مسؤولون كبار من حزب الله تيندوف (مقر جبهة البوليساريو على الأراضي الجزائرية) في 2016 لالتقاء مسؤولين عسكريين في البوليساريو. وعليه أرسل حزب الله صواريخ أرض جو من طراز سام 9 وسام 11 وستريلا إلى البوليساريو. وحسب ما ذكره وزير الخارجية المغربي وقتها، فإن نقطة التحول كانت في 12 مارس 2017 حين اعتقل في مطار الدارالبيضاء قاسم محمد تاج الدين بناء على مذكرة اعتقال دولية صادرة عن الولاياتالمتحدة تتهمه بتبييض الأموال والإرهاب، وهو أحد كبار مسؤولي مالية حزب الله في إفريقيا. ساعتها «بدأ حزب الله يهدد بالثأر بسبب هذا الاعتقال وارسل أسلحة وكوادر عسكرية إلى تندوف لتدريب عناصر من البوليساريو على حرب العصابات وتكوين فرق كوماندوس وتحضير عمليات عدائية ضد المغرب. وسافر وزير الخارجية ناصر بوريطة إلى إيران و أبلغها بقرار المغرب قطع العلاقات... وترأست أعمال اللجنة التابعة للجامعة العربية صاحبة القرار، المملكة العربية السعودية، وضمت فى عضويتها كلا من الإمارات والبحرين ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية. ومثل المغرب في الاجتماع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وسفير المغرب بمصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد التازي. وهكذا ستجد الجزائر نفسها في ورطة حقيقية أمام قرار يتهمها بطريقة غير مباشرة ويضعها في الزاوية أمام حليفتها ايران وصنيعتها البوليساريو. وقد لا يبقى لها من أفق سوى الاعتذار عن احتضان القمة...!