تعيش الدبلوماسية الجزائرية حالة من التيه بعدما وجدت نفسها في عزلة دولية وعربية، بسبب سياستها ومواقفها تجاه قضية الوحدة الترابية للمغرب، وكذا بسبب نجاح الدبلوماسية المغربية في خنقها وعزلها عن محيطها، ما دفع بها لطرق أبواب العديد من الدول سعيا منها لإيجاد موطئ قدم داخل الساحة الإفريقية والعربية والدولية. وقد نشرت وزارة الدفاع الجزائرية بيانا أمس الإثنين، قالت فيه بأن الكابران السعيد شنقريحة أجرى مباحثات مع رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أسامة عسكر على هامش فعاليات الطبعة الثانية لمعرض الدفاع EDEX-2021 المقامة بالقاهرة، لبحث الوضع في شمال إفريقيا وسبل دعم السلم بالمنطقة حسب ادعاءات البيان. ويبدو أن حالة التيه التي تعيشها الدبلوماسية الجزائرية أو بالأحرى بلادة نظام العسكر الجزائري، جعلته يجهل موقع دولة مصر في الخريطة وأين ومع من ترتكز مصالحها، في ظل جهله لطبيعة المعسكرات والتحالفات الدولية والإقليمية وتوجهاتها الجيواستراتيجية. إن الادعاءات الكاذبة والمتكررة لنظام العسكر عبر بيانات مؤسساته العسكرية بخصوص الوضع بمنطقة شمال أفريقيا، تجعله محط سخرية أمام المنتظم الدولي، والذي يشهد على أن المنطقة تعيش حالة من الأمن والسلم، في الوقت الذي يسعى فيه هذا النظام الإرهابي إلى جر المنطقة لمستنقع الحرب واللااستقرار، عبر دعم المجموعات الإرهابية وتسليحها بمنطقة الساحل والصحراء. لقد كشفت مجموعة من البلاغات العسكرية الجزائرية نوايا النظام الجزائري ودبلوماسيته التي دائما ما تبوء تحركاتها بالفشل، هذا النظام الذي وصل به الأمر حد التهديد بشن تصعيد عسكري على المغرب، بعد التفوق الذي حققه هذا الأخير على الصعيد الإقليمي؛ إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو العسكري، ناهيك عن النجاحات المتكررة للدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء المغربية والتي أعادت الجزائر لحجمها الحقيقي وجعلت أطروحتها الرامية لتقسيم المغرب من الماضي.