من يعتقد بأن المعطي منجب دخل في فترة "عطالة نضالية" أو مُهادنة فايسبوكية بعد إسدال الستار على فيلم "التبوحيط" الذي كان بطله سليمان الريسوني، فهو واهم ولا يعرف حقيقة هذا الرجل الذي لا يكل ولا يمل، مثله في ذلك مثل "فنانات العيطة الشعبية" اللواتي يقول فيهن المثل الشعبي الدارج "عمّر الشيخة ما تنسى هزة الكتف". فالذي يعرف المعطي منجب يدرك جيدا بأن الرجل قد دخل مؤخرا في فترة "تربص تكتيكي" في محاولة لخلق "قربان" جديد يقبل التضحية به على مذبح الفداء النضالي. والدليل على ذلك، أن طيف المعطي منجب وحوارييه يحوم هذه الأيام، بشكل مكثف، في حِمى الحساب الخاص بفؤاد عبد المومني على منصات التواصل الاجتماعي. فالمتتبع لتدوينات فؤاد عبد المومني المتواترة في الآونة الأخيرة يلاحظ وجود مؤشرات ودلائل على تطرف بالغ في التدوين! كما يتلمّس أيضا طيف المعطي منجب يُمسك بتلابيب ثياب فؤاد عبد المومني، وكأنه فاعل معنوي يُحرض شخصا فاقدا للإدراك والتمييز ومنعدم المسؤولية الجنائية على ارتكاب جرائم القول ضد المغرب وضد المؤسسات الوطنية. فعند كل تدوينة متطرفة أو نافقة ينشرها فؤاد عبد المومني، يكون المعطي منجب أول من يبادر بإعادة نشرها أو التعليق عليها بإرفاقها بوسم القلب الأحمر أو شارة الإعجاب الزرقاء، ليعقبه بعد ذلك في حملة أوسام الإعجاب المحفوفة بالتحريض كل من عبد اللطيف حماموشي وسعيد العمراني من بروكسيل، وفي أحيان أخرى عديدة ينهض بمهمة " الغواية والتغرير" بعض قاطني جماعة العدل والإحسان في فضاء الفايسبوك. والمثير في هذا النوع من التدوين هو نبرة "الصمت في التعليق"، التي تغلب على تعليقات المعطي منجب ومعه باقي الحواريين، والذين يقتصرون في الغالب الأعم على الوسم بالإشارة دون الكتابة! وفي تعليق على هذا الموضوع، اعتبر الكثير من المهتمين بوسائط الاتصال الجماهيري بأن المعطي منجب يعلم جيدا بأن تدوينات فؤاد عبد المومني آخذة في التطرف الذي يتجاوز حدود التعبير المسموح به، لذلك فهو يستنكف عن الكلام، لكونه يدرك مسبقا مقاصد القاعدة الفقهية القائلة "لا ينسب لساكت قول". لكنه يحرص، في المقابل، على تشجيع وتحريض المدون بطريقة ماكرة بغرض إذكاء جذوة التطرف في كتاباته دون أن يقع هو في المحظور. والمتمعن أيضا في طريقة التدوين الجديدة لفؤاد عبد المومني، وكيفيات التعليق المعتمدة من طرف فريق المعطي منجب، يلاحظ بأن خطة "القربان الجديد" ماضية في التطبيق وفق الخطة المرصودة، فالأول أسهب في التدوين والتعليق بطريقة تُحيل على تطرف متصاعد، وكلما أسرف في التعصب كلما ارتكب الأخطاء والزلات القانونية، بينما يجلس في الظل المعطي منجب وعبد اللطيف حماموشي وسعيد العمراني وغيرهم يتربصون بالقربان، يحرضونه تارة، ويحفزونه تارة أخرى، وهم في أعماقهم يبتهلون بأن تكون عاجلته القضائية قريبة ليتسنى لهم الدخول في نوبات من التباكي في الشبكات التواصلية. ولأن المعطي منجب يكره كثيرا الملل النضالي، ويسأم ركود المياه الدافقة في مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه ينتظر بشغف كبير أن يحرق فؤاد عبد المومني كل أشرعته، ليتسنى له معاودة اتصالاته التحريضية مع منظمة أمنستي أنترناشيونال، وتوجيه الدعوات المؤدلجة مجددا لمراسلون بلا حدود، والبروز مرة أخرى بقميصه الأصفر في استوديوهات فرانس 24، ناهيك عن تأليب واستمالة صحافة الاسترزاق الفرنسي والأقلام الفاشية في ميديا بارت و فوربيدن ستوريز وغيرهما. فما من شك، أن المعطي منجب ينظر لفؤاد عبد المومني على أنه تلك البقرة المزركشة باللون الأخضر التي تقاد إلى مذبح الفداء بضريح سيدي علي بنحمدوش بمدينة مكناس، حيث يتم التهليل لها بأوسام الإعجاب والإطراء، في انتظار التضحية بها كما تمت التضحية بسليمان الريسوني وعمر الراضي من قبله. والمؤسف حقا في سياق حديثنا هذا، هو أن فؤاد عبد المومني يسير واثق الخطوة نحو مذبحه الفايسبوكي ولسان حاله يغني قصيدة محمود درويش التي يقول فيها: "هيا.. تقدم أنت وحدك، أنت وحدك، حولك الكهان ينتظرون أمر الله. فأصعد أيها القربان نحو المذبح الحجري، يا كبش الفداء فدائياً..." وفي خضم حمأة فؤاد عبد المومني هذه، يركن المعطي منجب إلى الوراء ليقبع في حلكة الظل، في محاولة منه لتحليل وشرعنة عائدات تبييض الأموال المتحصل عليها من تحويلات المنظمات الأجنبية.