لسان حال خلود المختاري، ومعها كل الفدائيين الفايسبوكيين وكل المضحين ب "القربان" النضالي، يلهج هذه الأيام باستعارات محمود درويش ذات قصيدة إذ يقول"هيّا.. تقدم أنت وحدك..أنت وحدك، وحولك الكهان ينتظرون أمر الله" بينما تجدهم جميعا يركنون إلى مضاجعهم وهم يهمسون "كنا نحن نجّارين موهوبين في صنع الصليب..فخذ صليبك وارتفع فوق الثريا..سنقول: لم تخطئ، ولم نخطئ". فزوجة سليمان الريسوني ومعها المعطي منجب وصبيه عبد اللطيف حماموشي وكل سدنة العدل والإحسان يدونون هذه الأيام، ويسرفون في التدوين في الفايسبوك ومواقع الإعلام البديل لعلهم يستمطرون الماء من غبش السراب، فهم يمنون النفس بأن لا يوقف سليمان إضرابه عن الطعام لكي يشبعوا أنانيتهم في النضال ويصدحوا بمجاز كلام قصيدة (القربان) "في دمك الجواب، ونحن لم نقتلك.. لم نقتل نبيا..إلا لنمتحن القيامة، فامتحنا أنت في هذا البهاء المعدني..مت.. لتعرف كم نحبك". فمن المؤسف حقا أن يكون سليمان الريسوني ضحية محيطه مرتين، ضحية تسييس قضية هتك العرض بالعنف وسحب المؤازرة القانونية خلال سريان المحاكمة مما ساقه للإدانة خمس سنوات سجنا نافذا، وضحية الإمعان في تجاهل إجراءات الطعن القضائي بالاستئناف في الحكم، والانصراف إلى السجال الإعلامي والتشكيك في مجريات المحاكمة حتى ينصرم أجل الطعن، فيصير الحكم نهائيا ومكتسبا لقوة الشيء المقضي به. وقتها ماذا ستقول زوجة سليمان ومعها باقي "النجّارة" الذين يصنعون التوابيت والصلبان لفائدة القرابين المغرر بها؟ سيقولون حتما إنها مكيدة دبرها في الأزل مدير موقع برلمان كوم! أليس هو الشاف الكبير المزعوم كما تقول خلود المختاري في مساهماتها الفايسبوكية؟ وربما سيقولون أن قانون المسطرة الجنائية متواطئ مع المخزن ضد سليمان الريسوني فقررا معا أن يكون أجل الطعن بالاستئناف قصيرا ومتزامنا مع عيد الأضحى! وبالتأكيد سيتكلف المعطي منجب باستنباط كل معاني الفداء والتضحية المفترضة من مناسبة "العيد الكبير". فالمتتبع لما تكتبه زوجة سليمان الريسوني ومعها كورال "النجّارة" يبعث على الدهشة والاستغراب الموسوم بالارتياب، وكأنهم يبحثون عن "قربان" تتصعد روحه إلى السماء وهي ملطخة بعرض الضحية آدم وتحمل معها أوزار هتك العرض بالعنف. فالجميع يتلو تراتيل الموت في الفايسبوك ولا أحد منهم يصدح بكلام القانون! حتى محامو العدل والإحسان الذين سجلوا النيابة في الملف يساهمون بدورهم في التنابز الإعلامي في خرق صريح لميثاق التعاقد الأخلاقي والالتزام ببدل العناية الذي يربط المحامي بالمتهم. ومن المؤسف كذلك، أن زوجة سليمان الريسوني تحاول أن تستولد صفة "مناضلة" من قضبان سجن المتهم، مثلما يفعل هذه الأيام إدريس الراضي وزوجته ووالدي ناصر الزفزافي وغيرهم، فتجدها تعطي قراءات شخصانية لتدوينات زوجها، معلقة شبقية الجنس على مدير موقع برلمان كوم، ومسرفة في التشهير بالضحية محمد آدم الذي طالما بعث إشارات إيجابية لم يلتقطها لسوء الحظ محيط سليمان الريسوني! وكأنهم كانوا يستجدون عمدا إدانته بالسجن النافذ ليقولوا لقاطني الفايسبوك "لقد مات سليمان على مذبح النضال الجنسي". لكن الشيء المؤكد في كل هذه الزخم من التدوين الافتراضي الذي واكب إدانة سليمان الريسوني بالسجن النافذ، هو أن المعطي منجب "النجّار الأكبر" استطاع أن يغرر فعلا بالمتهم وزوجته على حد سواء، فقد صنع للأول تابوتا خشبيا هلاميا يقضي فيه خمس سنوات نافذة في قضية هتك العرض، بينما جعل الثانية تتماهى مع شعارات النضال وتنسى أن واجبها هو الدفاع عن زوجها في ردهات المحاكم وليس بالقذف والتشهير في وسائط الاتصال الجماهيري.