"إنها جريمة دولة، الصحفي المعارض سليمان الريسوني أدين بخمس سنوات سجنا نافذة" التوقيع : المعطي منجيب يخال لك وأنت تقرأ هذا المقتبس من تدوينة المعطي أنك في سنوات الجمر والرصاص، أو أن سليمان حوكم كصحفي، والحاصل أن الرجل حوكم بتهمة الاغتصاب وهتك العرض، ولا شيء غير ذلك، ولكن السي المعطي ومن هم على شاكلته، أرادوا أن يجعلوا من سليمان قربانا لنجاتهم، وأن يصنعوا من جلده فتيل فتنة تلهي عن ألاعيبهم خمس سنوات سيقضيها سليمان في الزنزانة، بعد أن نفذت كل ألاعيب جوقة البهلوانات التي استخدمته كأداة عرض لمشهد "حامض" شوهوا فيه فعل النضال، وقلبوا فيه موازين الحقوق. مؤسف فعلا هذا اللعب بالعواطف وهذه الصناعة القذرة لبطولات وهمية يتجنون فيها على حرية التعبير، فقط لينعموا بما "اقترفوه" من ممتلكات باسم النضال فأمام أطماعهم، فليضرب سليمان عن الطعام، وليمت حتى، فقط ليبقوا هم على رصيدهم من المكتسبات المادية غير المشروعة، لقد اختار السي المعطي أن يفتح قاموسا قديما من المصطلحات ليسقطه على محاكمة لا علاقة لها بهوبة سليمان الريسوني المهنية، ولكن باقترافه لجرم شنيع في حق شاب يافع منذ البداية حاولوا التمويه ولعب دور الضحية، فيما حولوا الضحية الحقيقي إلى متهم، وأنكروا وجوده حتى، ونسجوا حوله كل الأكاذيب، ففشلوا في عكس صورة كانوا خلال عقود يبنونها عن أنفسهم، فشلوا أمام الشاب آدم في أن يكونوا حقوقيين بحق، وأن يعترفوا له بحقه كمواطن باللجوء إلى القضاء، وحاولوا على مدى سنة كاملة تحويله إلى مجرد أداة، ولكن أطوار التحقيقات والمحاكمة أظهرت أن الأدلة قائمة ضد التهم، وأن إدانته قائمة على أرض صلبة، حاول دفاعه وأقاربه التهرب منها بتمديد زمن المحاكمة ولكن في الكواليس، كان هناك المعطي منجب، يستفيد مما يحصل، ويهيج المشاعر، ويبني قصورا من الأوهام، لأن قضية "سليمان الريسوني" تصرف عنه الأنظار، وكان يتمنى أن يموت سليمان، لينعش استتماراثه عن طريق الاسترزاق على موته. مؤسف هذا الواقع المقزز، الذي تحولت فيه مآسي الناس إلى حطب تحت مواقد الانتهازيين، وقد قيل "إذا لم تستحي، فافعل ما شئت" ، والمعطي لا حياء له.