عندما سئل أبو ندى، القائم بأعمال صفحة الأمير الأزرق في منصات التواصل الاجتماعي، عن السبب في عدم ورود اسمه في لائحة المنعم عليهم بصفة "ضحايا بيغاسوس"، أجاب بما تشتهيه أمانيه بأن "هناك لائحة جديدة للضحايا المفترضين سوف يعلن عنها في الأمد المنظور". فنرجسية الرجل لم تتحمل صدمة إقصائه من لائحة "الضحايا" التي أعدتها منظمة العفو الدولية وForbidden Stories، وهو الذي كان يتطلع جاهدا إلى إذكاء جذوة النضال من بوابة بيغاسوس. كما أن "أنا" الرجل لم تحتمل التمييز الذي مارسه هذا البرنامج المعلوماتي عن عمد أو بدونه، إذ لا يعقل إدراج حميد المهداوي وهشام منصوري وعمر بروكسي في القائمة بينما يتم إبعاد أمين سر الأمير الأزرق في الفايسبوك ومعه وصيفه الجزار سعيد السالمي. ولعل هذا الاستياء، الممزوج بخيبة الأمل، هو ربما الذي جعل المجدوبي أبو ندى يتطلع لدورة استدراكية في استحقاق بيغاسوس، حتى يتسنى له البروز في المشهد النضالي من بوابة الضحية المخترق أجهزته المعلوماتية، أو على الأقل السماح له بالظهور في اللائحة المحينة أكثر من مرة ولو من باب Rattrapage أو « المداولة الخاصة Délibération spéciale ». وخيبة أمل أبو ندى لم تكن أقل حدة وغصة ومضاضة من خيبة أمل الجزار سعيد السالمي، الذي انبرى يبحث عن اسمه كضحية مخترق عند معارف ومخالطات الأمير الأزرق في الصحافة الفرنسية وتحديدا عند ميديا بارت. فالرجل انصدم كثيرا وهو يعاين اللوائح المزعومة تتحين باستمرار دون أن يظهر اسمه، بينما أسماء أخرى مغمورة تظهر وتختفي مثلما كان ثعلب الراحل محمد زفزاف يظهر ويختفي في روايته الشهيرة. فالجزار سعيد السالمي لم يستسغ إقصاءه من لائحة ضحايا بيغاسوس، لأنه كان يتوسم في نفسه أنه مهم عند المخزن وهو الأولى بالاختراق من غيره، كما كان يتوهم صادقا بأنه يشكل مصدر أرق وسهاد للدولة بسبب ما يكتبه من تدوينات وتعليقات في حائطه الفايسبوكي. ولعل هذا ما جعله يبادر بطلب ورقة اختباره من أكاديمية "ميديا بارت" ليطلع بنفسه عن السبب الكامن في عدم نجاحه في استحقاقات "بيغاسوس". وبالفعل، أدرك الجزار سعيد السالمي بأن الفشل هو عنصر جيني في تركيبته الوراثية وفي حمضه النووي، فحتى في امتحانات "النصب الحقوقي" لم يراهن عليه أحد ولم يتذكره أحد. فما كان من الرجل إلا أن تدثر بالكذب والتدليس والاحتيال كأسلوب لانتحال الأهمية عند المخزن، مثله مثل ذاك التلميذ الكسول الذي زور نتيجة الرسوب (يكرر) بأن جعلها (لا يكرر). فقد ادعى الجزار سعيد السالمي بأن رقم هاتفه الأمريكي غير موجود باللائحة بيد أن رقمه الفرنسي هو المقيد في جدول غير الراسبين في مزاعم بيغاسوس!!! إنه العبث عندما يتجسم مناضلا فايسبوكيا. فالجزار سعيد السالمي متشبث بأنه ضحية تم التلاعب بأجهزته، رغم إنكار مخترعي اللائحة أنفسهم داخل الصحافة الفرنسية، ورغم إنكار الحكومة المغربية. فالرجل كان يعتقد بأنه حجرة عثراء في حذاء الدولة قبل أن يدرك بأنه "مجرد حصاة كلسية تتأكسد تلقائيا"، كما كان يتوهم بأنه يثخن ندوب الدولة قبل أن يفطن إلى أنه مجرد قطرة من غبش السراب. ومن هول الصدمة وخيبة الأمل، لم يجد سعيد السالمي من وسيلة لانتحال صفة مناضل سوى الركون للكذب وتزييف الحقائق بدعوى أنه يخضع للتجسس في الصيغة الفرنسية وليس الإنجليزية، مع أن بروفايل الرجل لا يجعله صالحا للتجسس سوى في مرابد "السلخانة أو الباطوار" بحكم رصيده التليد في محلات الجزارة الفرنسية.