يبدو أن الجزار سعيد السالمي يعيش هذه الأيام خيبة أمل عارمة وحالة استياء حاد، بعدما استنكفت منظمة العفو الدولية واتحاد Forbidden Stories عن ذكر اسمه في قوائم الضحايا المفترضين للاختراق المعلوماتي بواسطة نظام بيغاسوس الإسرائيلي. فالجزار سعيد السالمي، نديم الأمير الأزرق، كان يمني النفس بأن يحظى بشرف اختيار اسمه ضمن ضحايا الاختراق أو حتى محاولة الاختراق السيبراني، لكي يملأ صفحته على الفايسبوك ضجيجا حول مظلوميته المزعومة، وليتسنى له تبييض سجله القضائي من الشيكات السابقة بلا مؤونة. فكيف يعقل أن يتجسس نظام بيغاسوس على هشام منصوري المعلم المعزول، والمدان من أجل الخيانة الزوجية، وأن لا يخترق هذا البرنامج المعلوماتي هاتف جزار معروف بجرائمه المالية! إنه تمييز واضح بين المهن والحرف هذا الذي مارسته منظمة العفو الدولية ومجموعة القصص الممنوعة « Forbidden Stories ». ولعل خيبة أمل الجزار سعيد السالمي، ورغبته المتأخرة في الاختراق أو محاولة الاختراق، هما من دفعاه لاستهداف المغرب في الفايسبوك بدلا من مهاجمة أصحاب مزاعم التجسس المزعوم! وكأن لسان حاله يقول إنني معارض وأقول في المغرب ما لم يقله مالك في الخمر. ولذلك، لم يرعوي هذا الجزار الفايسبوكي في ازدراء المغرب ومؤسساته على مطمع شرف وحظوة الاختراق المعلوماتي. لكن نظام بيغاسوس ليس بهذه التفاهة التي يتصورها الجزار سعيد السالمي، فبرنامج المعلوميات الاسرائيلي المتطور ليس منذورا للتجسس على "أملاج الماعز، أو خصيات الخروف أو شرائح لحم البقر"، التي يتقن التعامل معها سعيد السالمي، كما أن هذا النظام لا يتوفر حتما أو ترجيحا على خوارزميات "القَصّابة والجزارة" حتى يكون من ضحاياه المفترضين سعيد السالمي. فحري بسعيد السالمي أن يبحث عن الاختراق المعلوماتي في سويقة "الكزا" بالرباط أو في سوق "درب غلف" بالدار البيضاء أو في أرصفة باربيس بفرنسا، فذلكم منتهى طموحه ومبلغ علمه، أما الخوض في متاهات نظام بيغاسوس فيحتاج لكثير من العلم والمعرفة المعلوماتية، وهما أشياء لا تشترى.. مثلما لا تشترى ولا تباع الوطنية التي يزايد عليها الجزار سعيد السالمي في صفحته على الفايسبوك.