من يُوعز لوهيبة خرشش، الضابطة المعزولة من صفوف الأمن الوطني، للخروج كل مرة إلى منصات التواصل الاجتماعي لنشر فيديوهات متشابهة في الزعم والادعاء، لا يأبه حقيقة لسمعة السيدة ولا لبراءتها المزعومة، وإنما هو يستشرف شيئا ما في خلده ويحاول استباقه عبر التشكيك في مساطر قانونية وإجراءات قضائية، لأنه يدرك جيدا أنه ارتكب (بمعية الضابطة) الكثير من المعاصي والزلات التي يخشى من أن لا تخطئها العين. والدليل على ذلك، أن الضابطة المعزولة وهيبة خرشش لم تنفك تستخدم، في أكثر من مناسبة، في شريطها المنشور مؤخرا (نون الجماعة)، ما دام أنه لا يستقيم أن تتحدث سيدة بمثالبها بنون الإجلال، وذلك في إشارة واضحة بأنها كانت تتحدث بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن المحامي الكبير جدا في السن، ومرددة أيضا بالوكالة ما يكتبه لها ممتهن "عرائض الظل"محمد رضى. والمثير للسخرية والاستهجان في كلام الثلاثة، الضابطة المعزولة والمحامي الكبير في السن وممتهن عرائض الظل،أنهم يحاولون عبثا تزوير جسم الجريمة وتهريب النقاش من حيزه الجنائي ممثلا في الخيانة الزوجية وإعطاء القدوة السيئة لقاصر والاتجار بالبشر عبر استغلال المحامي لموكلته، وذلك عبر نقله عنوة إلى حيز إعلامي يحاول إيجاد أجوبة لاستفسارات عرضية حول من نشر الشريط الذي يوثق لجسم الجريمة الأصلي. والأكثر غرابة في كلام الثلاثة،أنهم يحاولون استباق واستشراف شيء ما يدركون أنه حقيقة. فهم يعلمون علم اليقين بأن فيديو "نشفيني آ وهيبة" يمكن أن يكون مبتلا بالماء الدافق الذي يخرج من الصلب والترائب. لذلك، تجدهم يحرصون على الاستباق والالتفاف حول جريمة الخيانة الزوجية والفساد وإعطاء القدوة السيئة لقاصر، مثلما حاولوا أيضا استباق البحث القضائي المنجز في قضية الهجرة غير المشروعة للضابطة المعزولة، عبر ادعاء أن تصريحات سائق المحامي الكبير جدا في السن قد تم تحصيلها عن طريق الإكراه والتدليس. ولعل ما يستفز أكثر المتمعن في كلام الثلاثة، سواء الضابطة المعزولة التي تكلفت بالإلقاء، والمحامي الكبير في السن الذي يعهد له بالتمويل والإمداد، وكذا مناضل الظل الذي يعرض خدماته في الكتابة والافتراء، هو أنهم جميعا لا يدركون بديهيات القانون ومسلمات مرجعياته. فإخراج الملف من الحفظ يكون بظهور معطيات جديدة في البحث وليس بأخطاء جوهرية في المحضر كما زعموا، وهي الأخطاء المفترضة التي يمكن اللجوء بشأنها لآليات الطعون بما فيها الطعن بالمراجعة. كما أن ضابط الشرطة القضائية لا يباشر الاعتقال، الذي هو في الأصل عقوبة زجرية تصدرها محاكم المملكة، وليس ضابط الشرطة القضائية الذي يباشر تقييد الحرية وليس سلبها في مرحلة ما قبل المحاكمة. ومن هزليات الثلاثة كذلك، هي عندما اصطنعت الضابطة المعزولة تعففا مزعوما عن الخوض في أعراض الناس بدعوى أن أخلاقها لا تسمح بذلك! وكأنها كانت في الشريط المنشور تصلي الفجر وتبتهل رفقة المحامي الكبير جدا في السن؟ أو أنها كانت تتمسح بأعتاب الحجر الأسود لما كانت تمسح بوشاحها الأبيض البلل من أرداف وخاصرة هذا المحامي المخضرم ؟ فادعاء الفضيلة لا يجعل من المدعي فاضلا، مثلما هي مواقعة ومسامرة رجل قانون لا تجعل من "النديمة" فقيهة في القانون يمكنها أن تعطي الدروس للوكيل العام الملك ولوزير الداخلية. وبصرف النظر عن ضعف حجة وهيبة خرشش ومن يصطف خلفها، لأن شريطها الإباحي يكفيها عن الكلام، ويدحض كل مزاعمها بشأن الفضيلة المفترى عليها، إلا أن المعطى المهم في خرجتها الأخيرة يبقى هو اتساق وتطابق نزوعات هذا "الثالوث". فالضابطة المعزولة لديها ما يكفي من "البسالة" للحديث في الشرف رغم فيديو انعدام الشرف، والمحامي الكبير في السن يقاوم النسيان عبر التمويل والتحويل النقدي، بينما الطرف الثالث "النواعري" فهو يسترزق من أرداف المحامي بعدما انقطع عنه صبيب تحويلات توفيق بوعشرين.