عاد الجزائريون للشارع اليوم الثلاثاء، في الذكرى الثانية لانطلاق الحراك الجزائري للمطالبة بالديمقراطية والحريات والدولة المدنية، وإبعاد المؤسسة العسكرية عن فرض الخيارات السياسية، وإطلاق سراح الناشطين الموقوفين في السجون. واحتشد الآلاف من الجزائريين في مظاهرة بمنطقة خراطة بولاية بجاية، بعدما دعت لها العديد من الفعاليات الحقوقية والسياسية والمدنية وعبأت لها من أجل العودة للشارع لطرد العصابة، على حد تعبيرهم. وشارك في هذه المظاهرة عدد من الشخصيات البارزة في الحراك الجزائري الذي كان قد توقف بسبب جائحة كورونا، أمثال المحامي مصطفى بوشاشي، والناشط الحقوقي كريم تبو، المتحدث باسم "الاتحاد الديمقراطي والاجتماعي"، وكذلك زبيدة عسول ومحسن بلعباس، وهما رئيسين لحزبين معارضين للنظام، كما شارك أيضا في هذه المظاهرة الاتحاد من أجل التغيير والتقدم والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. وقد عرفت وقفة اليوم حشودا غفيرة من المتظاهرين في الذكرى الثانية للحراك، رفعوا شعارات يطالبون من خلالها برفع العسكرة عن الدولة وخلق دولة مدنية تحفظ حقوق الشعب الجزائري وتصون كرامته. وهتف المحتجون بالقول: "هاد الشعب تحرر هو اللي يقرر الدولة مدنية.. الدولة مدنية مدنية مدنية ماشي عسكرية عسكرية عسكرية"، في إشارة منهم إلى أن الشعب الجزائري سئم من حكم العسكر وله الرغبة في تحرير بلده من قبضة الجنرالات من أجل غد أفضل لشعب عانى ولازال يعاني من سياسة العسكر. جدير بالذكر أن الجزائر تعيش أوضاعا داخلية مزرية منذ مدة، ما جعل السلطات وكذا الإعلام الممول من طرف الجنرالات يسعى لغض الطرف عما يحدث وحتى لا يلفت انتباه العالم، من خلال توجيه كاميراتهم نحو المملكة ومحاولة تصريف الأزمة الداخلية بالجزائر على حساب المغرب وقضية وحدته الترابية، وهو ما لم يفلح فيه النظام الجزائري في ظل وعي الشعب وحرصه على حماية الحراك الذي جاء لطرد العسكر من مؤسسات الدولة، والتأسيس لعهد جديد يساهم فيه الشعب في بناء دولة مدنية ديموقراطية تعطي الأولوية للشعب الجزائري ولمشاكله وتبتعد عن كل القضايا التي لا تهمه في شيء، بل وتكبد ميزانية الدولة أموالا وأموالا بدون فائدة.