"تيدخل ويخرج فالكلام"، هذا ماينطبق على الملاكم زكريا مومني الذي افتضح أمره، بعدما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يفضح أكاذيبه وافتراءاته ومحاولاته الفاشلة لابتزاز الدولة المغربية. فالشريط الذي، انتشر كالنار في الهشيم، اعتمد فيه صاحبه على أسلوب تتبع من خلاله الخرجات الإعلامية ل"بطل من ورق"، وأخضعها للتدقيق والتمحيص لإبراز جل التناقضات التي تحمل بين طياتها، وقد تمكن بالفعل من إظهار جملة من التناقضات التي وقع فيها المدعو زكرياء مومني أثناء روايته لقصة اعتقاله المزعومة منذ وصوله لمطار الرباط بتاريخ 27 شتنبر، حيث نجده يروي شيئا وبعدها يأتي بقصة مغايرة للأولى بعد مدة. وقد أظهر الفيديو حجم التناقضات التي تشوب مزاعم مومني، فمثلا حين يسرد ادعاءاته حول الجهة التي قال إنها اصطحبته من المطار نحو وجهة لا يعرفها، نجده تارة يقول إن رجال الشرطة هم من رافقوه، وتارة أخرى يقول بأنهم عناصر من مديرية مراقبة التراب الوطني"الديستي"، وفي رواية ثالثة يقول إنهم كانوا ينتمون للمديرية العامة للدراسات والمستندات "لادجيد" . أما فيما يخص الادعاء الذي مافتئ يردده زكرياء مومني بخصوص تواجد رئيس الاستخبارات المغربية شخصيا داخل "قاعة التعذيب"، واتهام منير الماجيدي بتهديده بالقتل حينما كان يتواجد بمحاذاة الإقامة الملكية بفرنسا، فنجده قد غيب هاتان الشخصيتان في الرواية الأولى ولم يتطرق إليهما بالإسم في خرجاته الاعلامية الأولى بعد مغادرته للسجن بعفو ملكي وسفره نحو فرنسا، كما هو الشأن في الندوة الصحفية بمقر الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان في باريس بتاريخ 21 فبراير 2012 وفي برنامج (ضيف ومسيرة) على قناة "فرانس24′′، حيث أكد أن من هدده بالقتل هو "حارس من حراس القصر" وليس منير الماجيدي، لكن الرواية ستتغير بعد حوالي سنتين لغرض في نفس يعقوب حيث أقر بأنه رأى رئيس الاستخبارات بأم عينيه داخل قاعة التعذيب. هذا التغيير والتنميق في خرجات و روايات مومني يطرح أكثر من تساؤل حول من يحرك هذا الشخص ويوجهه نحو التصعيد، خصوصا إذا علمنا أن غايته كانت منذ البدء هي كسب المال والابتزاز كما جاء في الفيديو، فقبل أن يلبس قبعة الحقوقي كان هذا الشخص قد طالب بمنصب في وزارة الشباب والرياضة دون وجه حق بعد فوزه بميدالية ذهبية بمالطة، وهو لا يتوفر على شهادة الباكلوريا مع العلم أن المنصب يتطلب إطارا في السلم 11. وللتذكير فقد استفاد مومني من امتيازات عدة مثل الهبة الملكية التي كانت عبارة عن مأذونيتي نقل سنة 2006، واحدة بإسمه والثانية بإسم والده، كما طالب هذا الملاكم الذي يزعم تعطشه لحقوق الإنسان السلطات المغربية بمبلغ خمسة مليون أورو لتمويل نادي للملاكمة الاحترافية في باريس بتاريخ 23 أبريل 2012 في عملية ابتزاز واضحة. وسلط شريط الفيديو كذلك الضوء على التناقضات اللا متناهية التي سقط فيها زكرياء مومني، من قبيل حضور الضحايا الذين نصب عليهم ولقاؤه بمحاميه، كما طرح الفيديو عدة تساؤلات مهمة، رفض مومني الإجابة عنها، مثل علاقة "البطل الورقي" بالأمير هشام ولقاؤه به غير ما مرة في باريس، ودور زوجته السابقة التي كانت تلعب دور الموجه والمفتي وهي التي كانت تملي عليه مضامين لقاءاته الصحفية قبل أن تنفصل عنه حينما اعتدى عليها بالضرب، لدرجة أننا نجد أن اسمها قد كتب قبل اسمه على غلاف كتابه الذي ظل نكرة "ل'هوممي قوي ڢوولايت پارلير او Rوي". وهناك أيضا قضية بقيت غامضة، كشفها ذات الشريط، وهي لماذا غادر فرنسا وانتقل للعيش في كندا؟. أيعود ذلك إلى الدعوى التي رفعتها ضده زوجته؟. أم للدعوى التي رفعتها دار النشر والتوزيع التي نشرت كتابه بسبب عدم الالتزام بأداء مستحقاتها، بعد أن فشل الكتاب في تحقيق الأرباح والأهداف التي طرح من أجلها؟. أم أن قصصه الخرافية قد استهلكت في فرنسا ولم تعد المقابلات الصحفية المؤدى عنها مجدية لذا قرر خوض تجربة جديدة في كندا. لكن لماذا هاجم الدولة الفرنسية التي احتضنته لمدة طويلة بمجرد وصوله لكندا؟ وفي الأخير يبدو أن الشريط قد عرى وفضح الأكاذيب التي طالما روج لها زكرياء مومني مبينا أن البطل لم يكن سوى لعبة في يد جهات سخرته مستغلة طمعه وجشعه وجحوده لتصفية بعض الحسابات مع الدولة المغربية، لكن وكما يقول المثل المغربي" مايدوم إلا المعقول" فالكذب حبله قصير.