وتستمر النكسات والضربات التي تلقتها عصابة البوليساريو وحاضنتها الجزائر مؤخرا، فبعد أقل من يوم من استقالة زعيم المجموعة الداعمة لهذه الشرذمة الانفصالية بالبرلمان الأوروبي "خواكيم شوستر"، وجه الناطق الرسمي باسم الحزب الوطني الباسكي (PNV)، "إيتور إستيبان"، صفعة أخرى للكيان الوهمي (البوليساريو) بمجلس النواب الإسباني. وحسب وكالة أوروبا بريس، فإن مداخلة رئيس الحزب المذكور التي ألقاها بمجلس النواب أمس، أثناء حضور رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، دعاه من خلالها إلى ضرورة إيلاء الدعم والأهمية الكبرى للعلاقة مع المغرب، والعمل على إرسال رسالة واضحة تفهم من خلالها جبهة البوليساريو "ما هو ممكن اليوم وما هو مستحيل التحقق". وأضافت الوكالة نقلا عن المتحدث، أنه على البوليساريو أن تعي جيدا بأن العالم تغير كثيرا خلال السنوات الأخيرة، وأنه لا أحد يمكنه أن تفوته الأهمية الاستراتيجية التي أضحى يضطلع بها المغرب ودوره الجيو-استراتيجي المتزايد بالنسبة لإسبانيا والإتحاد الأوروبي، في محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وفي مجالات أخرى، مما يتوجب حسب رئيس الحزب الوطني الباسكي على بلاده رعاية العلاقة معه، وأنه من وجهة النظر الواقعية فإن البوليساريو قد خسر، ولذلك يجب سياسيا وإنسانيا أن نبحث عن حل في إطار الممكن لتسوية هذا النزاع. ويعتبر موقف الحزب الباسكي ضربة وصفعة قوية لجبهة البوليساريو ولجنرالات الجزائر الداعمين لها، خصوصا وأن هذا الحزب كان بالأمس القريب ضد الوحدة الترابية للمملكة ومعاديا له، بل سبق له أواخر شهر نونبر المنصرم أن قام برفع ملتمس لمجلس النواب الإسباني، يطالب من خلاله الحكومة الإسبانية، بتوجيه طلب للمغرب لسحب قواته من معبر الكركرات، وإدانة ما أسماه خرق المغرب لوقف إطلاق النار. ويعتبر هذا التحول الكبير في موقف الحزب الباسكي مكسبا كبيرا للمغرب، خصوصا بعدما راجع هذا الحزب موقفه والذي بناه بطبيعة الحال على معطيات واقعية ومستجدات تعرفها الساحة السياسية والدور الذي أصبح يلعبه المغرب بالمنطقة وانفتاحه على أوروبا وإفريقيا.