لماذا يُصر المحامي زيان وحَوارِييه على استهداف شخص عبد اللطيف حموشي باسمه قبل صفته؟ ولماذا يُمْعن في إقحام الرجل الذي خدم أمن المغرب والمغاربة بنكران ذات ووطنية صادقة؟. وهل قدَرنا أن يفسد علينا أمثال زيان حياتنا بصفاقَته في أرذل عمره، ويملأ الساحة الإعلامية ضجيجا وصريخا دفاعا عن نَزواته وبحثا عن "صفقة كبرى" تُبقيه قيد الحياة السياسية، بعدما أدرك أنه بتقاعد جَيله من السياسيين حان دوره ليترجل غير مأسوف على رحيله عن حياة سياسية وحزبية لم يقدم لها إلا النعيق والأحقاد واستهداف مؤسسات الدولة وخياراتها الوطنية. بدايةً جرَّب زيان البحث عن الصفقة الكبرى في القضايا التي تَرافع فيها أمام المحاكم وانتقى ملفات بعينها، مستخدما ضجيجه الإعلامي، لبعث رسائل إلى من يهمُه الأمر، فظل كلما فشلت المحاولة بحث عن أخرى وسط كم الملفات المعروضة على المحاكم، في ركام الريف وبين صور بوعشرين ثم جدّد المحاولة في نزاع وظيفي داخل مرفق أمني يمكن أن يحدث كل يوم وفي كل المؤسسات الأمنية في العالم. طيلة هذه الفترة انتظر الرجل الرد بقبول التمديد السياسي/ الحزبي لما تبقى في عمره ضدا على الطبيعة والقوانين وإرادة الدولة في تجديد النخب الحزبية بجيل جديد من الساسة. تأخر الرد فجلس زيان تعُوزه، هذه المرة، صفة المحاماة التي أوقف عن ممارستها بقرار قضائي عن غرفة بمحكمة الاستئناف بالرباط. لم يجد المحامي زيان، الذي طالما ناور من أجل المساومة بمستقبله السياسي، ما يفعله غير إلباس إسْفافه بخطاب حزبي استخدمه مطية لاستهداف شخص عبد اللطيف حموشي، ومع ما أعقب ذلك من كلام غير مسؤول وتعليقات تافهة لكائن سياسي ليس له ما يخسره ولا يمانع أن يسيء إلى الوطن ويضرّ بسمعة أجهزته وثقة العالم في مؤسسته الأمنية. فَعل زيان كل ما في وسعيه ل"شيطنة" المؤسسة الأمنية أمام الرأي العام، وتولَّى حَواريُّوه مهمة استكمال صناعة رأي عام متخيَّل على مواقع التواصل الاجتماعي وفي شبكات الإعلام الموازي لجهات معادية لاستقرار المغرب وأمنه. قدم زيان في أرذل عمره خدمة كبيرة لأجندات تآمرية لا يروقها أن يكون للمغرب مؤسسة أمنية تحظى بالمصداقية وثقة الشركاء الدوليين في مجال حفظ الأمن ومواجهة الإرهاب، فقط لأنه أوحي له بأن مطاردته من قبل الأجهزة الأمنية، لتصويره مثلا، أهم من مكافحة الإرهاب الذي يتهدد أمن المغاربة وأهم من الجرائم عبر الوطنية القادمة من "كارتيلات" أمريكا اللاتينية، بل إن وجوده المُتَخيَّل، في حد ذاته، دفعه إلى التفكير في أن استقراره النفسي والمهني أهم من الملفات الكبرى لاستقرار المملكة والمنطقة! من يُصَدق أن زيان أولوية لمديرية مراقبة التراب الوطني؟ وما الخطر الذي يمثله على أمن المغرب؟ وماذا يمثل في الحياة الحزبية بامتداداته التنظيمية والسياسية وتنوعها الفكري؟ وما قدَّم للوطن من شيء آخر غير نجله الذي يتابع أمام القضاء بتهمة الاتجار في مآسي المغاربة خلال تفشي جائحة "كورونا"؟ ماذا قدم للوطن غير التشكيك والتواطؤ ضد مؤسساته الوطنية ورجالاتها في الأمن والقضاء وحقوق الإنسان..؟ والتآمر باحتضان أصحاب الأجندات الأجنبية لتدويل محاكمات الحق العام؟ لا خلاف حول الإنجازات الأمنية التي تحققت للمملكة على عهد عبد اللطيف حموشي، في مجلات تخليق المرفق الأمني وحفظ النظام العام ومواجهة الإرهاب وتطويق الجريمة المنظمة ومحاصرة المتربصين بأمن المغرب وتعزيز الدور الريادي للمؤسسة الأمنية في العالم. هذا التحول جعل بلدانا مثل فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية ومنظمات أممية تشيد بدور المصالح الأمنية المغربية في حفظ السلم والأمن الدوليين، وتَرفع القبعة لحموشي تارة بزيارات خاصة وذات رمزية كبيرة إلى مقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وتارة بتوشيحه اعترافا بجهوده في تحقيق الأمن العابر للحدود. إن الإنجازات التي تحققها الدولة المغربية مردها إلى الاستقرار الأمني، فما تحقق من مكاسب دبلوماسية واقتصادية وحتى العسكرية منها، تستند إلى محدد أساسي هو الأمن الذي يحقق الاستقرار ويجلب الاستثمار. وطيلة هذه المرحلة كانت عين عبد اللطيف حموشي، بكل تأكيد، على هذه الملفات الإستراتيجية الكبرى، وليست على مهاترات المحامي زيان ولا على خلافات بين مسؤولي المرفق الأمني التي ركبها لأغراض مقيتة وجعل منها وسيلة لاستهداف شخص حموشي، ومعه وظائف وأدوار المؤسسة الأمنية، بأسلوب "التقطير" المقيت التي استخدمه في خطاب ينم عن "جهل مقدس" بأنه يملك الحقيقة حول ما جرى، وباعتماد أسلوب تمرير رسائل مدسوسة وسط كلامه عن شخص المدير العام. حتى أن زيان بدا في حديثه مفضوحا كمَثَل "علبة صوتية" وضعت بها رسائل! ولعلها الضريبة التي يريد ثمنَها من يدفع نحو إقحام اسم حموشي في صراع أساسه بين وسيلة إعلام والمحامي زيان..