تم اليوم الخميس بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، افتتاح المعرض الاستعادي للفنان التشكيلي فؤاد بلامين الذي يرصد 50 سنة من الرسم والتطلع للإبداع داخل المغرب وخارجه، ويعرض أيضا 50 سنة من التجارب واللقاءات مع أصدقاء رسامين اجتهدوا داخل الساحة الفنية المغربية، وقدموا كل إمكانياتهم. وفي تصريح ل"برلمان.كوم"، عقب افتتاح المعرض، قال بلامين إن هذه الجهود حركت الثقافة المغربية المعاصرة ككل، "وحاليا المغرب يفتخر بميدان الفنون البصرية، المعاصرة التي تمثل في كثير من الأحيان المغرب على الصعيد الدولي". وذكر المتحدث أن الهدف من إحداث المعرض هو إعطاء صورة على عدة مراحل من مسيرتي الفنية تبتدئ منذ السبعينيات إلى يومنا هذا، "وهي المراحل التي قطعتها والتي في نفس الوقت بإمكانها أن تمكن الجمهور من، وبالخصوص جمهور طلبة الفنون التشكيلية، التطلع ومعرفة مرحلة في اتصالها مع مرحلة أخرى وفي نفس الوقت تجاوبها مع تاريخ الفن". وفيما يتعلق بهندسة المعرض قال الفنان في ذات التصريح "رغبت في أن تعكس هذه المراحل التي ذكرتها"، مشيرا إلى أن المعرض سيمكن الجمهور ككل من أن يعيش التجربة الإبداعية المعاصرة المغربية وأن يتعرف عليها. وتميزت لوحات المعرض التي عاينها "برلمان.كوم"، بكونها خليط من الفن والتقنيات تنضح باللمعان والشفافية والروحانية، وتشهد للفنان بقدرة كبيرة على التحكم في تقنيات الرسم وتميزه بحرية وتلقائية فريدة، وتظهر قدرته على الجمع بمرونة بين الثابت والمتغير في فضاء معماري مجرد تطبعه علامات دالة على الذاكرة بأبعادها الجماعية والفردية. وينهل الرسام في إبداعاته من التراث المعماري للمدينة العتيقة بفاس، حيث قال في تصريحات سابقة عن هذه الرسوم تعد "متاهة من العصر الوسيط حيث لم أكن أرى سوى ثقوبا صغيرة تتسلل منها خيوط ضوء رفيعة".