أكد المحلل السياسي الرواندي إسماعيل بوشانان، اليوم السبت، أن المغرب أصبح شريكا "لا غنى عنه" بالنسبة لرواندا في العديد من المجالات الاستراتيجية. وأوضح إسماعيل بوشانان أستاذ العلوم السياسية في جامعة رواندا، أن التوقيع على اتفاقيتين للتعاون أمس الجمعة في الرباط، من قبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة ونظيره الرواندي فنسنت بيروتا، يدل على الاهتمام الخاص الذي يوليه البلدان لشراكتهما". ولاحظ المحلل السياسي الرواندي وهو أيضا مستشار في العلاقات الدولية لدى المنظمات الإقليمية والدولية، أن عدد مذكرات التفاهم واتفاقيات الشراكة الموقعة بين الرباط وكيغالي تضاعف أربع مرات منذ عام 2016، تاريخ الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى رواندا. وأضاف أن المملكة هي البلد الوحيد في شمال إفريقيا الذي ترتبط معه رواندا بعلاقات وثيقة، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى "تقارب وجهات نظر البلدين بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك" وخاصة "اندماج القارة الإفريقية، وإصلاح الاتحاد الإفريقي، والسلام والأمن في أفريقيا، والتعاون بين بلدان الجنوب". ولاحظ الخبير السياسي الرواندي أن التعاون بين البلدين يشمل مجالات متنوعة مثل الفلاحة والتجارة والصناعة والبيئة والتنمية المستدامة والطاقة والسياحة والتعليم، والتهئة الحضرية، والصحة، والتهيئة الترابية والسلامة النووية والإشعاعية. وقال المصدر إن جزءا كبيرا من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين يوجد في مرحلة متقدمة بالفعل على مستوى التنفيذ، مضيفا أن "التتبع المستمر لهذه الاتفاقيات من قبل المسؤولين في البلدين مكن من إعطاء دينامية للتعاون الثنائي واستكشاف فرص جديدة للشراكة". وسجل المحلل السياسي أنه "تنبغي الإشارة أيضا إلى أن التقدم السريع والمثير للإعجاب الذي حققته رواندا بعد الإبادة الجماعية لعام 1994 ضد التوتسي كان محل متابعة عن كثب من قبل المملكة"، مشيرا إلى أن المناخ المناسب للأعمال والاستقرار السياسي والانخراط في دولة القانون من بين العوامل التي تحظى باهتمام المغرب".