تحت عنوان حزب الأحرار على صفيح ساخن، نشر عبد الرحيم بوعيدة تدوينة مطولة يرثي فيها الواقع الحالي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ويستغرب للمنطق التي تدار به الأمور داخل بيت هذا الحزب الذي يتزعمه حاليا الثري الوزير عزيز أخنوش. ويقول بوعيدة الذي سبق أن شغل رئيسا لجهة گلميم واد نون تحت مظلة نفس الحزب إن حالة الاستياء العام التي يعيشها حزب الأحرار تعني أنه يسير في "طريق موته بخطى ثابتة وبتصميم من قيادته". ولا يخفي ابن عم القيادية والوزيرة السابقة مباركة بوعيدة أن حزب الأحرار يدار اليوم "بمنطق المقاولة وبعقلية الباطرونا وليس بحس السياسي وتوقعاته"، لذا فهو "يحتاج لمشرط الجراحة عله يجتث جذور من أوصلوه لهذا المصير". ويوجه بوعيدة الذي يشغل أيضا أستاذا جامعيا بكلية الحقوق بمراكش أسئلة مباشرة "إلى من يقودون حزب التجمع الوطني للأحرار نحو نهايته"، ومنها: أليست الحاجة ملحة لعقد مؤتمر استثنائي لاختيار قيادة جديدة بمنطق الديمقراطية، لا بسياسة الأمر الواقع الذي أنتج قيادة بإجماع غريب ؟؟ "فالمناضلون غاضبون؛ يقول القيادي التجمعي المعروف، في كل جهات المملكة، ومستقبل غامض، وقيادة تركت المقود لبعض الأشخاص حتى تحول الحزب إلى مجنون يقوده أعمى": ويدعو بوعيدة إلى تأسيس حركة تصحيحية "تخرج من صالونات التنظير ومواقع التواصل الاجتماعي إلى العلن لتعلن القطيعة أو الحوار.. الإستمرار او الإنسحاب الجماعي..". وكان موقع "برلمان.كوم" قد نشر هذا الأسبوع تغطية لاستنكارات عدد كبير من فعاليات الحزب الذين يطالبون بتجديد القيادة وترتيب البيت على أبواب الانتخابات التي اقترب سعيرها فيما يبدو الحزب في في أضعف أحواله بشكل لم يسبق أن كان عليه منذ تأسيسه. ويستشف من مطالب الفعاليات الحزبية التجمعية أن الغيورين على مصير هذا الحزب يطالبون قيادته بالانسحاب العاجل لمصلحة الحزب، وترك المكان لسياسي محنك لقيادة المرحلة المقبلة، قبل ان يفوت الأوان. فحصيلة ولاية أخنوش تبدو جد ضعيفة، والحزب يسير نحو الشتاة لا محالة، بينما يبدو حزب المصباح وحده المستفيد من المرحلة ومن كل هذه الأوضاع والتداعيات. ولعل القرار النهائي يظل بين يدي عزيز أخنوش، الذي عليه أن يستخلص الدرس ويتحلى بالعزيمة والشجاعة ليذكره التاريخ؛ تاريخ حزب الحمامة طبعا، أما تاريخ هذا الوطن فذاك أمر آخر!.