تسبب ظهور البؤر الوبائية في نشر الرعب والهلع في نفوس المغاربة بمختلف ربوع المملكة، لاسيما وأن العديد منهم تذكر سيناريوهات وسياسة الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية التي نهجتها الدولة للتصدي ومحاصرة وباء كورونا المستجد الذي فتك بأكثر من 250 بمختلف الجهات. ومع عودة ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس، دعا مجموعة من المواطنين عبر تدوينات وتعاليق مختلفة ووسوم على المنصات الاجتماعية، إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات، وحثو المواطنين على احترام التباعد الجسدي والالتزام بالنظافة، وعدم الاكتظاظ بالشوارع والمقاهي والأسواق لكي لا تتفاقم الأزمة وتظطر السلطات إلى فرض الحجر الصحي المنزلي كما كان مقرر سابقا. وطالب النشطاء من السلطات بأن تشدد إجراءاتها وأن لا تتساهل وتضرب بيد من حديد في حدود القانون على يد كل من تسوّل له نفسه العبث بما وصل إليه المغرب من يقظة في مواجهة فيروس كورونا المستجد، مشيرين إلى أن بعض السلوكات التي يقوم بها أشخاص لا يعيرون اهتماما للالتزام لوسائل الوقاية من هذا الفيروس من شأنها أن تهدم كل ما حققه المغرب في هذا الصدد. وشددوا على أن لا مبالاة بعض المواطنين قد تعرض حياة ذويهم ومدنهم لخطر الإصابة بالفيروس، ما يمكن أن ينتج عنه ظهور بؤر وبائية جديدة بمجموعة من المدن التي تقاوم وتواجه الجائحة بفضل مجهودات وتجند السلطات العمومية والأطقم الصحية، وكل المتدخلين الذين يعرّضون حياتهم لخطر الإصابة. وجدير بالذكر أن وزارة الداخلية كانت قد أعلنت أنه على إثر تسجيل عدم التزام البعض بالتوجيهات الوقائية المتخذة في إطار "حالة الطوارئ الصحية"، فإن السلطات العمومية لن تتساهل مع أي تهاون في احترام الإجراءات الاحترازية المعتمدة، وأنها ستلجأ إلى إغلاق الأحياء السكنية التي قد تشكل بؤرا وبائية جديدة، حيث سيتم تطويقها وتشديد إجراءات المراقبة بها وإغلاق المنافذ المؤدية إليها، كما حدث في مدينة طنجة، التي تم بها إغلاق مجموعة من الأحياء السكنية يوم الأحد.