عرفت مدينة مكناس خلال بداية انتشار فيروس كورونا بالمغرب، تسجيل عدد كبير من حالات الإصابة، المرتبطة ببؤرة مكتشفة وسط رحلة جماعية من تنظيم مقاعدي التعليم، قبل أن تتحول اليوم إلى نموذج يحتذى به لمواجهة الجائحة، حيث لم يتبقى من المصابين سوى ثلاث حالات فقط داخل مستشفى سيدي سعيد. وعلى عكس مجموعة من المدن الكبرى التي تحاول احتواء انتشار الفيروس كالدارالبيضاء ومراكش وطنجة وفاس، تمكنت مدينة مكناس من محاصرة رقعة انتشار الوباء وتجفيف منابعه عبر توسيع دائرة مخالطي المصابين، وإخضاع الأحياء التي سجلت بها إصابات مؤكدة، لمراقبة أمنية متواصلة لفرض الحجر الصحي على ساكنتها، الأمر الذي توج بتسجيل ارتفاع طفيف في عدد المصابين، جلهم حالات منعزلة. هذا بالإضافة إلى المراقبة المتواصلة والمكثفة للعاملين داخل الوحدات الصناعية الكبرى، وكذا موظفي ونزلاء سجن تولال 1 و2 و3، الذين جرى إخضاع نسبة مهمة منهم للتحاليل المخبرية للكشف عن فيروس كوفيد19. وإلى جانب مستشفى سيدي سعيد ومستشفى مولاي إسماعيل العسكري، اللذان أظهرا علو كعب أطرهم الصحية، لمعالجة المصابين ومتابعة المخالطين، تعزز العرض الصحي بعمالة مكناس بمختبرين للكشف عن فيروس كوفيد19، أحدهما بالمستشفى العسكري والثاني بمستشفى محمد الخامس الإقليمي، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في رفع نسبة التحاليل اليومية، محليا وجهويا ووطنيا. وإلى حدود يومه الاثنين، عرفت الحالة الوبائية بعمالة مكناس، تماثل 101 مصاب للشفاء من أصل 118، بينما توفي 14 آخرون جلهم من المشاركين في رحلة مصر، نظرا لكبر سنهم ومعاناتهم من أمراض مزمنة، فيما لم يتبق في وحدة العلاج المخصصة لمرضى كوفيد19 بمستشفى سيدي سعيد، سوى ثلاثة مرضى، حالتهم الصحية جيدة.