يقرب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من تاريخ المدن والعواصم، من بوابة سلسلة تحمل عنوان “عواصم ومعالم عبر التاريخ“، بحيث سيتم تناول تاريخ العديد من العواصم والمعالم المشهورة على المستوى العالمي. وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “عواصم ومعالم عبر التاريخ”، لتاريخ مدينة فاس المغربية، التي تعتبر من بين أعرق المدن العربية والعالمية، بفضل مأثرها وعمرانها الكبير، حيث تلقب بالعاصمة العلمية للمملكة. تأسست مدينة فاس في القرن الثاني الهجري في عهد المولى إدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسة عام 172ه الموافق 789 م وبناها على الضفة اليمنى لنهر فاس. وتشكل مدينة فاس جزءا أساسيا من التراث الوطني المغربي، حيث تعتبر إحدى المدن المغربيّة الكبرى الزاخرة بالتراث والتاريخ النابض في أركانها وتلالها ووديانها. وتقع مدينة فاس في أقصى شمال شرق المغرب، في واد خصيب كأنها واسطة العقد بين التلال المحيطة بها من كل الجهات، تحيط ببعض جوانبها غابات أشجار البلوط والأرز، فضلا عن أراضي صالحة للزراعة في سهل سايس. وحسب المراجع التاريخية فإن أصل التسمية يعود لما دخل المولى إدريس الأول إلى المغرب فارا من الاضطهاد العباسي، استقر وجيشه في منطقة ما فضرب بالفأس فيها ليبدِؤوا البناء، ولذلك سميت مدينة فاس بسبب ضربة الفأس، فيما هناك روايات على أن أصل التسمية أمازيغي، فكلمة أفاس تعني اليمين، فموقع هذه المنطقة بالنسبة للطرق القوافل التجارية في عهد تأسيسها تقع على الجهة اليمنى. وتزخر فاس بالمعالم والشواهد الحية على تاريخها الإسلامي العريق والغني، ومنها السور وأبوابه الثمانية بأقواسها ونقوشها، مثل باب الدكاكين، وباب أبي الجلود، وباب فتوح، وباب سيدي بوجيدة، فضلا عما يوجد داخل الأسوار من مباني ومعمار وهندسة توزيع المياه في المدينة القديمة ونوافيرها وحدائقها. ومن أشهر معالم فاس جامع القرويين الذي بنته عام 857 م فاطمة الفهرية، ومسجد الأندلسيين، وأسوار فاس البالي، والمدرسة البوعنانية.