باتت المخاوف من تفشي فيروس “كورونا” الجديد هاجسا حتى بالنسبة لأولئك الذين يلتزمون البقاء في منازلهم ولا يخرجون إلا لشراء الحاجيات الضرورية كالطعام. والسؤال الذي يطرحه الملتزمون بإجراءات عدم الخروج إلا للضرورة القصوى، هو هل يمكن لفيروس كورونا أن يعيش على عبوات الطعام، وإلى متى؟ في حين أن بعض مقاطع الفيديو الإرشادية والمقالات تشجع الناس على تطهير حاويات البقالة والبريد والحزم الأخرى التي تدخل المنزل، يقول خبراء إن هذا الإجراء قد يكون “مبالغا فيه”. وينصح الخبراء أن تقتصر جولات الشراء من البقالة على مرة واحدة كل أسبوعين، إن أمكن، وهذا يعني تخزين السلع الجافة والفواكه والخضروات المجمدة أو المعلبة، حسب ما أفاد موقع “سكاي نيوز عربي”. ولكي تكون رحلتك للمتجر ثمينة وتختصر الوقت قدر الإمكان، ينصح الخبراء بالتخطيط لما تحتاجه قبل أن تذهب، هذا إلى جانب مجموعة من النصائح الأخرى: نظف يديك وطهر عربة التسوق تقول أستاذة ورئيسة قسم أمراض الشيخوخة في جامعة أوريغون للصحة والعلوم، إليزابيث إيكستروم إنه “بمجرد الوصول إلى المتجر، استخدم معقم اليدين، والمس فقط ما تريد لمسه. امسح مقبض عربة التسوق، ثم استخدم مطهر اليد مرة أخرى”. أما عالمة الأوبئة والأمراض المعدية والأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، جوليا ماركوس، فقالت إنه ينبغي على المتسوقين أيضا تجنب لمس هواتفهم أو مسحها بعد أي تلوث محتمل. وأضافت: “بشكل عام، عندما نستخدم القفازات خارج نطاق الرعاية الصحية وفي المجتمع فقط، فإنها تميل إلى أن تصبح مثل الجلد الثاني. لقد انتهى الأمر بلمس وجوهنا، وقد تجعلنا القفازات نشعر بأننا لسنا في خطر، ولكنها يمكن أن تصبح ملوثة وقد تكون في الواقع سطحا أفضل للفيروس من جلدنا”. لست بحاجة إلى تعقيم تغليف الطعام وفي حين أنه لا يعتقد أن فيروس كورونا ينتقل عن طريق الطعام، فإنه يمكن أن يعيش لعدة أيام على المواد المستخدمة لتعبئة الطعام. وأظهرت الأبحاث الأولية أنه يمكن للفيروس أن يعيش على الورق المقوى لمدة 24 ساعة، وعلى البلاستيك لمدة 72 ساعة. ولا توصي المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض حاليا بتطهير العبوات، وهنا تقول جوليا ماركوس إنه يجب على المتسوقين بدلا من ذلك غسل أيديهم تماما بعد التعامل مع أي شيء ربما لمسه الآخرون. وتوضح “في هذه المرحلة، لا يوجد دليل على أن الانتقال يحدث من خلال تغليف المواد الغذائية. ومع ذلك، نحن نعلم أن الفيروس يمكن أن يظل قابلا للحياة على الأسطح لساعات أو حتى أيام، لذلك هناك خطر افتراضي لانتقال العدوى من خلال لمس سطح ملوث ثم لمس عينيك أو أنفك أو فمك”، وأضافت “ما هو أفضل من التعقيم، ما نستمر بقوله مرارا وتكرارا هو غسل اليدين فقط”. من جهته، دحض عالم الميكروبيولوجيا الغذائية والأستاذ في جامعة روتجرز، دونالد دبليو شافنر، بقوة النصيحة بتطهير عبوات المواد الغذائية، وقال “في الوقت الحالي لا يوجد دليل على أن الفيروس ينتشر عن طريق الطعام. لا يوجد دليل على أنه ينتشر من خلال تغليف المواد الغذائية. لا يعني هذا أننا قد لا نعرف مستقبلا عن أدلة جديدة من شأنها أن تغير أفكارنا بشأن ذلك، ولكن هذا ما نعتقده حتى الآن”. وفي حين قدمت حكومة الولاياتالمتحدة قائمة بمنتجات التنظيف التي يمكن أن تقتل الفيروس، لا ينبغي أن تتلامس معظمها مع الطعام، قال شافنر إن الأشخاص الذين يستخدمونها قد يعرضون أنفسهم للمواد الكيماوية المصممة للاستخدام على الأسطح الصلبة، وليس تطهير مواد البقالة. ويقول خبراء سلامة الأغذية أيضا إنه يجب غسل المنتجات بالماء فقط وليس بصابون الأطباق المنزلي، حسبما أوردت صحيفة “غارديان” البريطانية. إذا كنت مصابا.. لا تذهب إلى المتجر، أو الأماكن العامة يمكن أن ينتشر الفيروس من الأشخاص الذين لم تظهر عليهم الأعراض بعد أو الذين أصيبوا به دون أن يمرضوا، لذا ينصح عموما في حال الشعور بأي من الأعراض المرتبطة بكورونا بعدم الذهاب للمتاجر. إذا كان عمرك 60 عاما أو أكثر فاطلب البقالة وتشير الإحصائيات أنه كلما زاد العمر، زاد احتمال الإصابة بالفيروس أو الموت نتيجته، ويرى مركز السيطرة على الأمراض أن معدل وفيات الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و84 عاما يتراوح بين 3 و11 في المئة، ومعدل وفيات الأشخاص الذين يبلغون من العمر 85 عاما وأكثر هو بين 10 و27 في المئة. وإذا جلب أحدهم البقالة إليك، فاطلب من الشخص أو صديقك أو أحد أفراد العائلة ترك الحقائب في الخارج، ونظف أي أسطح تلمسها الأكياس، واغسل يديك جيدا بعد تخزين الطعام. وينصح الخبراء أيضا بتنظيف الأسطح عالية اللمس بشكل متكرر في المنزل، بما في ذلك مقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة.