انتقل إلى رحمة الله ،صباح اليوم السبت، قيدوم الصحافة المغربية ومدير صحيفة الأسبوع، مصطفى العلوي عن عمر يناهز 83 سنة. وكان الراحل قد ولد عام 1936 بالعاصمة العلمية للمملكة فاس، وتابع دراسته بالعاصمة الرباط التي حصل فيها على شهادة البكالوريا، ودرس أيضا بالمدرسة المغربية للإدارة سابقا، كما شتغل سنوات طويلة في الصحافة عاصر خلالها أجيالا مختلفة. الراحل أصدر أول جريدة تحت عنوان «مشاهد أسبوعية « وكانت أول صحيفة، بالألوان الطبيعية وبوسائل عصرية جدا، وهي أول جريدة مغربية يتم حجزها في ذلك الزمان لتبدأ بعد ذلك سلسلة من العناوين باعتباره أيضا الصحفي الوحيد بالمغرب الذي أصدر لحد الآن أكبر عدد من الصحف والبالغ عددها 15 عنوانا. مسار الراحل مصطفى العلوي تميز بتوثيقه لأهم الاحداث في المغرب وتوثيقه للحظات راسخة جعلت جريدته الوحيدة المتواجدة بين الصحف المغربية بالبيت الأبيض نظرا لاعتبارها مرجعا دقيقا لذا كل الجهات الدبلوماسية الوطنية والأجنبية المهتمة بالمغرب نظرا لذاكرته القوية وبحثه الشغوف عن الخبر وتقديمه للسبق . في سنة 2011 أصدر مصطفى العلوي كتابه «مذكرات صحافي وثلاثة ملوك» تناول به علاقاته بشخصيات كبرى أثرت بشكل واضح في تاريخ المغرب المعاصر، إضافة إلى أحداث وذكريات وشخصيات ووقائع دقيقة عاشها تأرجحت بين النجاحات والمحن التي جرتها عليه مهنة المتاعب التي اختار خوض غمارها في زمن الاحتقانات. وتحدث مصطفى العلوي في كتابه «مذكرات صحافي وثلاثة ملوك» عن تجربته الإعلامية، خاصة في محطاتها الهامة، منها تغطية المؤتمرات الصحافية التي كان يعقدها الملكان الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني . ولم يفت العلوي التطرق إلى شخصية الملك محمد السادس إذ وصفه ب«الشخص الطيب وصاحب النوايا الحسنة» كما أشار إلى أن الملك تدخل أكثر من مرة لإخراجه من السجن بعفو ملكي. وذكر مصطفى العلوي في كتابه أن الملك محمد السادس أنقذ حياته عندما تكفل بمصاريف علاجه في إسبانيا بعد إصابته بمرض خطير كاد يودي بحياته اسمه «موت الأعصاب». كما أشار العلوي إلى العلاقة الجيدة التي كانت تجمع الملك الراحل محمد الخامس بالصحافيين، مؤكدا أنها كانت تنطوي على علاقة حميمة وتفاصيل إنسانية غنية، موضحا أنه كان يلتقيهم يوميا في تمام الساعة الخامسة بالقصر الملكي. ويبقى مصطفى العلوي جبل شامخ من جبال المغرب والصحافي المخضرم صاحب أكبر عدد من الأخبار التي يتوفر فيها السبق الصحفي والتحليل الواقعي .