بدأ الرئيس الجزائري الجديد، عبد المجيد تبون، بتنزيل خطته لعزل الحراك الشعبي الجزائري، الرافض لرموز الرئيس المعزول عبد العزيز بوتفليقة، حيث أطلق هذا الأخير محادثات مع المعارضة الجزائرية المعروفة، حيث قام ببعث رسائل ودية مؤخرا إلى عدد من رؤساء أحزاب المعارضة المعتدلة مثل سفيان جيلالي وعبد الرزاق مقري من حركة مجتمع السلم أو عبد الله جاب الله، أحد أقدم القادة الإسلاميين المعتدلين في الجزائر. وحسب موقع “مغرب انتلجنس” الذي أورد الخبر قال إن تبون اختار الأمين مساعيد مدير حملته الانتخابية والذي عينه أمينا عام للرئاسة الجمهورية، لقيادة المحادثات والوساطة بين الرئاسة والمعارضة ، مضيفا أن تبون على استعداد أن يقدم مناصب وزارية أو تعيينات في أهم مؤسسات الدولة لزعماء التنظيمات السياسية. وأشار المصدر ذاته إلى أن تبون مع هذه الوعود والتنازلات التي ينوي تقديمها للمعارضة، يأمل من خلالها اختزال الحراك في تعبير فوضوي بسيط عن الشارع الخالي من البعد السياسي، إذ يريد تشويه سمعة الحراك وتسريع الضغط لإعادة الجزائريين إلى منازلهم. والجدير بالذكر أن ” تبون” كان قد دعا في أول تصريح له بعد انتخابه رئيسا للجمهورية في اقتراع اتسم بنسبة مقاطعة قياسية، إلى “حوار جاد من أجل بناء جزائر جديدة” مع الحراك الشعبي الذي قاطع الانتخابات، غير أن قوى المعارضة الجزائرية رحبت بحذر بهذه الدعوة حيث أجمعت على ضرورة تحقيق تهدئة مسبقة والحسم في ملف المعتقلين قبل الدخول في أي حوار سياسي جديد. وجدير بالذكر، أن الحركة الاحتجاجية في الجزائر انطلقت في 22 فبراير، رفضا لترشح عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، ما أدى به إلى الاستقالة في الثاني من أبريل من السنة الجارية، لكن المحتجين يواصلون المطالبة برحيل كل رموز حكمه، ويرفضون إجراء انتخابات في ظل النظام الحالي.