تظاهر آلاف الطلاب والأساتذة والمواطنين في الجزائر العاصمة الثلاثاء، ضد الرئيس عبد المجيد تبون رافضين عرض الحوار الذي تقدم به للحراك، بحسب مراسل وكالة فرنس برس. وسارت التظاهرة الأسبوعية للطلاب غداة إعلان المجلس الدستوري، النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس الماضي وأسفرت عن انتخاب، رئيس الوزراء السابق إبان عهد عبد العزيز بوتفليقة، عبد المجيد تبون (74 عاما) رئيسا للجمهورية بنسبة 58,13 بالمئة. وسط هتافات “الانتخابات مزوة ولا تملكون الشرعية والمسيرة مستمرة” سار المتظاهرون لمسافة كيلومترين دون حوادث في شوارع العاصمة وسط انتشار كبير للشرطة. وفي أول تصريح بعد انتخابه رئيسا للجمهورية في اقتراع اتسم بنسبة مقاطعة قياسية، عرض تبون الجمعة “حوارا جادا من اجل بناء جزائر جديدة” على الحراك الشعبي الذي قاطع انتخابات الخميس بتظاهرات حاشدة كما دأب على ذلك منذ انطلاقته في 22 فبراير. ورد المتظاهرون على عرضه بشعارات “تبون لن يحكمنا” و”تبون سنسقطك من المرادية” في إشارة إلى قصر الرئاسة الواقع بحي المرادية بمرتفعات العاصمة الجزائرية. وعد الرئيس المنتخب بأن أول الإجراءات التي سيقوم بها “تعديل الدستور” وتقديم النص الجديد إلى الاستفتاء الشعبي. وعلى العديد من اللافتات كتب متظاهرون الثلاثاء، أن “تعديل الدستور يكون مع رئيس شرعي”. ورفض الحراك إجراء الانتخابات الرئاسية، لأنها ليست سوى وسيلة لتجديد النظام القائم، المتهم بالتزوير على نطاق واسع خلال العشرين عام ا الماضية. ويطالب بان تكون الإصلاحات السياسية تحت إشراف “مؤسسات انتقالية” وليس من طرف النظام الحاكم منذ استقلال البلاد في عام 1962. وبلغت نسبة المشاركة نحو 40 في المئة وهي أدنى نسبة في كل الانتخابات الرئاسية في تاريخ الجزائر. ومع ذلك فإن هذه الأرقام تظل مضخمة بحسب الحراك ومراقبين. وقال سيد علي الطالب (25 عاما) “نحن لا نعترف بهذا الرئيس وبالنسبة لنا عرض الحوار الذي قدمه غير جد ي بما انه غير مرفق بإجراءات تهدئة كإطلاق سراح +المعنقلين السياسيين+” في إشارة إلى نحو 150 متظاهرا وناشطا وصحافيا تم توقيفهم خلال الحراك. وبالنسبة لهذا الطالب في الهندسة الميكانيكية يجب أن يكون “هدف الحوار انتقالا ديمقراطيا وليس لإعادة تدوير النظام القديم”.