في أجواء سياسية مشحونة، افتتحت اليوم الخميس في الساعة الثامنة صباحا مكاتب الاقتراع أمام أزيد من 24 مليون جزائري منقسمين بين مؤيد للانتخابات، ومعارض لها، حيث عاشت عدة ولايات يوم أمس مسيرات رافضة لإجراء الرئاسيات وبعضها شهدت ليلة بيضاء. وأظهرت صور بثها التلفزيون العمومي الجزائري، توافدا للناخبين على مستوى عدة ولايات مثل البليدة والمدية، وشهدت ولايات بجاية وتيزي وزو والبويرة، أجواء مشحونة حيث أغلقت أغلب مكاتب الاقتراع مع تسجيل مناوشات في بعض المناطق من هذه الولايات. وفي الساعة التاسعة صباحا، شهدت العاصمة الجزائر تعزيزات أمنية ببعض النقاط كساحة أول ماي، لم تكن الأجواء تشير لتنظيم الانتخابات الرئاسية، حيث قامت عناصر الشرطة بتفريق مجموعة صغيرة من المتظاهرين الرافضين للرئاسيات بالقرب من شارع ديدوش مراد ، فيما كانت أغلب المحلات مغلقة، أما في قسنطينة انطلقت المسيرات بتجمع رافض للرئاسيات في ولاية برج بوعريريج. بعض المتظاهرين حاولوا تنظيم وقفة بالبريد المركزي بالعاصمة، غير أن مصالح الأمن قامت بتفريقهم وبتوقيف البعض منهم في حملة اعتقالات واسعة بوسط العاصمة، التي شهدت إنزالا أمنيا مكثفا وأجواء مشحونة، استعملت فيها عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع بشارع ديدوش مراد، وبعد تدفق عدد كبير من المتظاهرين اظطرت قوات الأمن إلى الإنسحاب ما أدى إلى عودة الهدوء نسبيا، حيث اكتفت الشرطة ببناء طوق أمني يمنع وصول المتظاهرين إلى البريد المركزي. أما ولاية تمنراست فشهدت إقبالا على مكاتب الاقتراع حسب ما أظهرته صور التلفزيون الجزائري، وأكدت السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات أن نسبة المشاركة في الانتخابات على صعيد التراب الجزائري إلى غاية العاشرة صباحا وصلت الى 5 بالمائة، فيما كشف محمد شرفي، رئيس السلطة أن عدد كبير من المكاتب تعطل بها العمل لأسباب خارجة عن نطاق السلطة. عملية الانتخاب بولاية البويرة كانت تسير بشكل جيد بالجهة الغربية والجنوبية والجنوبية الغربية لمقر الولاية، في حين أن الأمر كان مختلفا بالجهة الشرقية والشمالية الشرقية لمقر الولاية التي لم يتم بها فتح صناديق الاقتراع، وذلك بسبب توافد عدد كبير من الرافضين لإجراء الانتخابات أمام المراكز أدى إلى تصادم مع قوات حفظ النظام العام من الشرطة والدرك وذلك ببلدية حيزر والشرفة، آيت لعزيز ورأس البويرة وحي 140مسكن، بمقرالولاية و قرية قالوس ببلدية عمر، غرب مقر ولاية البويرة وتم إضرام النار في مقر الهيئة المحلية لمراقبة الانتخابات بولاية البويرة. وفي الساعة ال 11 صباحا أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية على المستوى الوطني بلغت 7.92 بالمائة. أما في ولاية سطيف، فقد عرفت معظم البلديات بشمال الولاية مقاطعة كبيرة للانتخابات الرئاسية، فيما دخلت جموع الرافضين لها في مناوشات مع الشرطة وعناصر الدرك الوطني التي قابلتهم بالقنابل المسيلة للدموع، وعرفت مكاتب الاقتراع منذ الساعات الأولى عزوفا تاما ببلديات بوعنداس وقنزات آيت تيزي وبني ورثيلان وغيرها. مصادر مقربة من الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات بتيزي وزو، قالت إن هذه الأخيرة قررت منتصف نهار اليوم الخميس، إنهاء العملية الانتخابية بمختلف بلديات ولاية تيزي وزو بعد عزوف المواطنين بمختلف المكاتب البلدية المشاركة في الاقتراع، وبعد إقدام المواطنين على غلق المكاتب المفتوحة على مستوى وسط المدينة وبالمدينة الجديدة؛ تدخل أعوان فرقة مكافحة الشغب واندلعت مواجهات خلفت إصابة شخصين بجروح الأول على مستوى الرجل والآخر على مستوى الرأس كما قام المحتجون بتخريب مكاتب مديرية التنظيم والإدارة العامة المتواجدة بداخل مقر الولاية. جدير بالذكر أن خمسة مترشحين خاضوا في ظروف مشحونة حملة انتخابية دامت 22 يوما، ويتعلق الأمر بكل من، رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد ومرشح حزب طلائع الحريات علي بن فليس، رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون، والأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي، يتنافسون في هذه الانتخابات، وسط رفض كبير للشارع الجزائري لهذه الإنتخابات التي قالوا عنها أنها محاولة من نظام بوتفليقة لإعادة تجديد نفسه.