اعتمد المغرب على إستراتيجية تنموية متكاملة في صحرائه ضمن مقاربة شاملة تستهدف إعمار الأقاليم الصحراوية وتوفير الشغل لسكانها وتطوير البنى التحتية فيها وإحداث نقلة نوعية على جميع المستويات الاقتصادية والمعيشية. وبعد مرور أربع وأربعين عاما على المسيرة الخضراء، التي مكنت المغرب من استرجاع أقاليمه الجنوبية، لازالت المملكة المغربية تواصل وبإصرار كبير العمل على تنمية هذا الجزء من البلاد، من أجل جعل هذه المنطقة تحظى بتنمية اقتصادية واجتماعية متكاملة ومندمجة وشاملة ومستدامة. برامج تنموية اقتصادية تم انجازها تعزز المسلسل التنموي بالأقاليم الجنوبية الصحراوية المغربية، بإطلاق مجموعة من المشاريع الكبرى والمهيكلة، والتي تندرج في إطار الدينامية الجديدة التي يقدمها النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية للمملكة، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس سنة 2015 بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء بمزانية تصل إلى 77 مليار درهم موزعة على حوالي 695 مشروعا. وفي هذا الصدد فقد بلغ عدد المشاريع المنجزة في إطار برنامج تنمية الأقاليم الجنوبية ما مجموعه 87 بغلاف مالي يصل إلى 7 ملايير درهم همت مناطق أخفنير والعيون وبوجدور وكلميموالداخلة، ما يعني أن حوالي 605 مشاريع لا تزال في طور الإنجاز أو لم يتم إطلاقها. وحسب الأرقام الصادرة عن الحكومة، فإن حصيلة هذا البرنامج تفيد بإنجاز 87 مشروعاً؛ من بينها توسيع موقع الطاقة الريحية بأخفنير وبناء مواقع الطاقة الشمسية نور بالعيون وبوجدور، وبناء مطار كلميم، وتعزيز الشبكة الرقمية على مستوى الجهات الثلاث، وتعزيز شبكة الماء الصالح للشرب في الداخل. مشاريع في طور الانجاز ضمنها ميناء الداخلة وبلغت المشاريع في طور الإنجاز وفق معطيات رسمية صادرة عن الحكومة، 305 مشاريع بقيمة مالية إجمالي تصل إلى 48 مليار درهم، على رأسها إحداث وحدتين صناعيتين لاستخراج وتثمين الفوسفاط ب12 مليار درهم، وربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء ب12 مليار درهم، وبناء القطب التكنولوجي فم الواد، وإنجاز عدة مقاطع من الطريق السريع تيزنيتالداخلة ب1.3 مليار درهم. ومن ضمن المشاريع المبرمجة أيضا، ووفق ذات المعطيات، يبرز مشروع الميناء الأطلسي للداخلة ب10 مليارات درهم الذي ستنطلق أشغاله في الربع الثاني من السنة المقبلة، إضافة إلى المشروع المندمج للطاقة الريحية بتيسكراد، والمشروع المندمج للطاقة الريحية ببوجدور، وبناء المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون بقدر استيعابية تبلغ 500 سرير. بالإضافة إلى هذه المشاريع، نذكر أيضا الوحدات الصناعية لفوسبوكراع، الذي يعد من المشاريع الرئيسية في هذا البرنامج بمبلغ يصل إلى 17 مليار درهم، والطريق السريع تيزنيت – الداخلة ب8.5 مليارات درهم، وتحلية مياه البحر لسقي 5000 هكتار بالداخلة ب1.7 مليار درهم. ووفق ذات المعطيات فإنه من المقرر إنجاز المشاريع التي لم يتم بعد إطلاق أشغالها في يونيو 2019 خلال النصف الثاني من السنة الجارية وسنة 2020. القطاع الفلاحي رافعة للتنمية الاقتصادية وفي ذات السياق فقد تم تخصيص اعتماد مالي يقدر بحوالي 465 مليون درهم لتنفيذ تهيئة مشروع هيدرو فلاحي على مساحة 1000 هكتار باقليم بوجدور، والذي يسعى بالأساس إلى تنمية وحدات إنتاج الخضروات، والحليب بجماعة اجريفية الواقعة على بعد 160 كلم جنوب شرق مدينة بوجدور. ويضم القطاع الفلاحي أيضا مشروع تنمية المراعي وتنظيم الترحال بإقليم السمارة، وهو مشروع ممول في شطره الأول بهبة من دولة قطر بقيمة 90 مليون درهم، والذي يهدف إلى حماية المراعي من الرعي الجائر، والرفع من إنتاجيتها، والمحافظة على التنوع البيئي، وتحسين دخل مربي الماشية، فقد بلغ الاستثمار الإجمالي للمشروع إلى حدود سنة 2018، أزيد من 123مليون درهم، أي بنسبة زيادة 136 في المائة. ومن بين أهم الإنجازات التي يضمها هذا المشروع ، إراحة 130 ألف هكتار من المراعي وتهيئة 3400 هكتار اخرى، وتجهيز 136 كلم من المسالك القروية، وتوزيع حوالي 900 خزان بلاستيكي، و 3 شاحنات صهريجية ، وإنشاء 19 نقطة ماء.