كشف سعيد عبد الله، الأستاذ الباحث في علم الإحياء والبيولوجية، عن عدد من العوامل التي قد تكون وراء تعرض مجموعة من الأسماك، التي تعيش بسد “مولاي الحسن” بآزيلال للنفوق. وأوضح سعيد عبد الله، في حديثه ل”برلمان.كوم” أن الصور التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي توضح أن الأسماك النافقة هي من نوع “البوري” النهري، والتي على الرغم من أنها تتأقلم بسرعة مع جميع الظروف والأماكن إلا أنها نفقت بأعداد وصفها ب”الغريبة”. وأكد سعيد عبد الله أن الفترة الحالية عند عدد من الأسماك ومن بينها سمك “البوري” هي فترة راحة بيولوجية ثانية، وهي التي تأتي بعد مرحلة راحة ماي يونيو الماضيين، والتي تعني أن الأسماك في مرحلة التبييض والتكاثر، مبرزا أن السدود معروف عليها أنها تمنع هجرة الأسماك، وتستنزف الأوكسجين من الأنهار، وتتدخل في العوامل البيولوجية التي تواجه الأسماك والتي تؤدي إلى نفوقها. وتابع قائلا: ” النفوق الجماعي للأسماك قد يكون بسبب النمو الفجائي وغير الاعتيادي للعوالق والطحالب المجهرية، التي تتكاثر في المياه السطحية بصورة فائقة، مما يؤدي إلى استنفاد أو نقص الأكسجين المذاب بالمياه، وبالتالي هلاك الأسماك والكائنات البحرية الأخرى بشكل جماعي نتيجة اختناقها وعدم قدرتها على التنفس”. وفي المقابل أبرز الأستاذ الباحث في علم البيولوجيا أن هناك عامل آخر يتمثل في امكانية إصابة مياه السد بمستويات عالية من البكتيريا، والمعادن الثقيلة وحتى مادة “الأمونيا” القاتلة، وقال في ما يشبه التحليل: “إفراز بعض أنواع الطحالب لسموم بكتيرية تؤدي مباشرة إلى الفتك بالأسماك وقتلها في الحال، خاصة وأن هناك كثيرا من الأسماك تتغذى على هذه الطحالب”. وأشار إلى أن النفوق قد يكون، أيضا، بسبب تغير درجة حرارة الجو أو المياه أو درجة الملوحة أو الأمونيا في المياه بشكل مفاجئ، حيث يصعب على الأسماك في هذه الحالة التكيف أو التأقلم مع هذه التغيرات الفجائية”. وفي السياق ذاته استنفر نفوق الأسماك بسد مولاي الحسن بإقليم آزيلال مختلف مسؤولي وسلطات المنطقة الذين قاموا بإجراء زيارة ميدانية تفقدية للمكان، للوقوف على الضرر الذي لحق بأسماك السد، وحل وفد مختلط بالمنطقة مكون من منتخبين وجمعويين، فضلا عن مسؤولين تابعين للمعهد الوطني للصيد البحري الذين قاموا بأخذ عينات من الأسماك النافقة وبعض مياه السد لإرسالها للمختبرات لإخضاعها للتحليلات اللازمة قصد معرفة سبب هذه الكارثة البيئية التي حلت بالمنطقة.