مباشرة بعد مباراة الديربي البيضاوي بين فريقي الرجاء والوداد، يوم السبت الماضي، وما تطلبته من إنزال مكثف للعناصر الأمنية، وإجراءات استباقية وبعدية للنزال، وجدت مصالح أمن مدينة الدارالبيضاء نفسها أمام تحد آخر خلال الأسبوع الجاري، والمتمثل في تأمين أربع مباريات خلال ستة أيام فقط، وهي مباراة الرجاء الرياضي ضد النادي القنيطري هذا اليوم الثلاثاء، ومؤجل الوداد والمغرب التطواني يوم غد الأربعاء، فضلا عن المقابلة التي سيواجه فيها الفريق الأحمر الجيش الملكي يوم السبت المقبل، ثم المواجهة الحارقة للنسور الخضر ضد الفريق الجزائري وفاق سطيف يوم الأحد القادم. وعليه، فإن طبيعة هذه البرمجة التي خططتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ولدت نوعا من الحرج لدى الجهات الأمنية، التي وبعد أن اعتبرت ضمان مرور جميع المباريات بسلام يدخل ضمن أولويات واجباتها، عبرت بالمقابل عن تعامل جامعة لقجع بنوع من القسوة مع رجالها في تحديد تلك المواعيد الرياضية المتتالية، وعدم الفصل بينها بالقدر الكافي من المدة الزمنية، خاصة وأن كافة المباريات ذات أهمية، ومن المنتظر أن تشهد حضورا جماهيريا كبيرا. ومن ثمة، آخذت مصادر أمنية بيضاوية على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إسقاط الضغط الذي سيتولد على الأمنيين من اعتبارها، وما يمكن أن يطرحه من مضاعفة للجهود المبذولة. وفي هذا الاتجاه، تراهن المصالح الأمنية بالعاصمة الاقتصادية على دعم المشجعين عبر تقيدهم بمبدأ الروح الرياضية، والابتعاد نهائيا على كل ما من شأنه أن يحدث شرارة لشغب ما، سواء قبل المباريات أو أثناءها أو بعدها، وبالتالي الدفع بخطوة إضافية نحو تحقيق الهدف المأمول، والحامل لشعار “مباراة بدون اعتقال”.