أكد منار السليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، كون التحولات التي عرفتها السياسة الخارجية المغربية في الخمس سنوات الأخيرة ناتجة عن استشعار بالتحولات الجارية في النظام الدولي. هذه التحولات، يضيف، تفرض بناء محاور مع دول لديها عمق استراتيجي متبادل، وهذا ما يفسر العودة المغربية الكبيرة للخليج والطلب الخليجي على المغرب، لذلك، يقول السليمي، فالمشاركة المغربية في العمليات العسكرية الجارية في اليمن ضد جماعة “الحوثيين”، تعبر على أن أمن الخليج بات جزءا من الأمن القومي المغربي، كما أن المغرب جزء من أمن دول الخليج، إذ الدول اليوم يتوسع مفهوم أمنها القومي ويتجاوز حدودها الترابية، نظرا لتداخل المصالح وتعدد المخاطر، والحاجة إلى الحماية المتبادلة. وأردف منار السليمي، في حوار أجرته معه “الصباح”، بأن المشاركة المغربية في الجبهتين: محاربة “داعش” وحماية أمن السعودية ضد “الحوثيين” مرتبطة بالشرعية الدولية، فالتحالف ضد “داعش” هو محاربة للإرهاب، ومجلس الأمن أنتج ما يعادل 33 قرارا منذ سنة 2001 حول موضوع مكافحة التطرف، ومشاركة المغرب في محاربة “داعش” تندرج في إطار قوانين الأممالمتحدة أولا، وفي إطار الاتفاقيات العسكرية المبرمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة. وهي اتفاقيات، يستطرد السليمي، تتضمن بنود الدفاع الأمني المشترك، والمشاركة في العمليات العسكرية الجارية في اليمن تندرج بدورها في إطار الشرعية الدولية المتمثلة في وجود خمسة قرارات صادرة عن مجلس الأمن تضع اليمن ضمن مقتضيات الفصل السابع، على اعتبار أنها مهددة للأمن والسلم الدوليين، إضافة إلى أنها قرارات تشير إلى وثيقة دول مجلس التعاون الخليجي كأساس للتفاوض والحل السياسي. وبحكم أن “الحوثيين” أسقطوا الرئيس الشرعي، وأوقفوا العملية السياسية وحولوا اليمن إلى بلد محكوم بميلشيات ذات طبيعة شيعية، وشرعوا في تلقي الأسلحة من إيران وتوجهوا نحو الجنوب في اتجاه باب المندب، يؤكد المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي، فإن أمن السعودية بات مهددا، وكان من الضروري أن تدافع عن نفسها. فالأمر يتعلق بكتائب شيعية تسعى للوصول إلى الأماكن المقدسة، لذلك فالمغرب، يشير المتحدث، يدافع عن أمن السعودية وعن الشرعية الدولية وعن أمن باقي دول الخليج، بحكم اتفاقاته العسكرية. أكثر من ذلك، يضيف السليمي، أنه بادر إلى الاستجابة لنداء رئيس شرعي وهو الرئيس هادي منصور، لإنقاذ اليمن من ميلشيات تسعى لذبح الشعب اليمني بنفس طريقة ذبح الميلشيات الشيعية العراقية لسنة العراق، ومن ثمة، فالمغرب يحارب الإرهاب بنوعيه، الشيعي والسني على السواء.