تحول الصراع في اليمن إلى حرب إقليمية مرشحة للإتساع. فليلة يوم الأربعاء الخميس 26 مارس بدأت القوات الجوية السعودية بحوالي 100 طائرة وبدعم من 10 دول في اطار عملية «عاصفة الحزم» العسكرية، قصف أهداف في اليمن في دعم لحكومة الرئيس هادي منصور الذي يواجه تقدم الحوثيين السريع في جميع أنحاء اليمن والذين تدعمهم القوات الموالية للرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح. وأعلن سفير السعودية لدى الولاياتالمتحدة عادل الجبير مساء يوم اللأربعاء أن «طبيعة العملية العسكرية محددة ومصممة لحماية الشعب اليمني وحكومته من الانقلابيين والميليشيا الحوثية العنيفة والمتطرفة»، مشيرا إلى أن «دول مجلس التعاون الخليجي العربية بذلت جهوداً لتسهيل الانتقال السلمي للحكومة في اليمن، إلا أن الحوثيين استمروا في تقويض عملية الانتقال السلمي من خلال احتلال المزيد من الأراضي والاستيلاء على أسلحة الحكومة». العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن حصلت على دعم عدد كبير من دول العالم ومن ضمنها المغرب، فقد أكد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون مساء الأربعاء أن المغرب يعرب عن تضامنه الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية وتأييدها للحفاظ على الشرعية في اليمن. وأوضح البلاغ أن «المملكة المغربية تابعت عن كتب وبانشغال كبير التطورات الخطيرة التي عرفتها الجمهورية اليمنية والمتمثلة في استعمال القوة والعنف والإمعان في نسف مكتسبات الحوار الوطني اليمني وضرب الشرعية». وأنه أمام هذه السلوكات وما تحمله من مخاطر على نطاق واسع، فإن المملكة المغربية تعلن عن تضامنها الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية وتأييدها للحفاظ على الشرعية في اليمن والدفاع عن المملكة العربية السعودية في خطاها لدرء أي سوء قد يطال أرضها أو يمس، من قريب أو من بعيد، الحرم الشريف أو يهدد السلم والأمن في المنطقة برمتها». وأعلنت 5 من بين 6 دول خليجية هي السعودية، والإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت، في بيان مشترك أنها قررت «الاستجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق». من جهتها، أعلنت الولاياتالمتحدة عن استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي للتحرك العسكري الخليجي في اليمن، مشيرة إلى أن دول الخليج ودول أخرى ستقوم بعمليات عسكرية في اليمن لحماية حدود السعودية والحكومة الشرعية لليمن، بحسب بيان للمتحدثة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان. وفي القاهرة، أكدت وزارة الخارجية المصرية، أن مصر «تدعم سياسياً وعسكرياً خطوة الائتلاف الداعم للحكومة الشرعية فى اليمن، انطلاقا من مسؤولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج العربي». وأوضحت أن «التنسيق جار حاليا مع السعودية ودول الخليج في شأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وبرية إذا لزم الأمر». بدورها أعلنت تركيا تأييدها للعملية العسكرية التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثي وطالبت الجماعة و»داعميها الأجانب» بالكف عن التصرفات التي تهدد السلام والأمن بالمنطقة. وذكرت وزارة الخارجية التركية إن السعودية أطلعت أنقرة بأمر العملية مسبقا وإنها ترى أن العملية ستعيد السلطة الشرعية وتمنع خطر الحرب الأهلية. من جانبها أكدت روسيا الخميس يوم 26 مارس دعمها لسيادة اليمن ووحدة أراضيه، داعية الأطراف اليمنية وحلفاءها الخارجيين إلى وقف الأعمال القتالية. وشددت الخارجية على «أهمية وقف جميع العمليات القتالية فورا من قبل كافة أطراف النزاع في اليمن وحلفائها الخارجيين، وتخليها عن محاولات تحقيق أغراضها بالسلاح». وأكدت موسكو أنه لا يمكن تسوية الخلافات االموجودة في اليمن إلا عن طريق الحوار الوطني الواسع. وتابعت الخارجية أن روسيا ستتواصل مع كافة الأطراف التي انجرت إلى أحداث اليمن، وستعمل على تكثيف الجهود الدولية المبذولة، بما في ذلك في الأممالمتحدة، من أجل التوصل إلى خيارات لتسوية النزاع المسلح في البلاد بالوسائل السلمية في أقرب وقت ممكن. في بكين عبرت وزارة الخارجية الصينية عن قلقها بشأن الوضع المتدهور في اليمن. وقالت المتحدثة باسم الخارجية، هوا تشون يينغ في مؤتمر صحفي إن الصين تحث جميع الأطراف على الالتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة باليمن وحل النزاع حول طاولة الحوار. في لندن أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن بلادها تؤيد قرار السعودية التدخل عسكريا في اليمن. واعتبرت الوزارة أن التصرفات الأخيرة للحوثيين أظهرت عدم احترامهم للعملية السياسية. وفي نيويورك أكد دبلوماسي غربي أن مجلس الأمن لا يخطط حاليا لاتخاذ أية قرارات بشأن العملية العسكرية باليمن. قال متحدث أممي إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «يرى أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في اليمن»، ولقد أدان بقوة تصاعد أعمال العنف، وأضاف لقد سبق أن أكدنا أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة». على صعيد المعارضين للعملية العسكرية التي تقودها السعودية أدانت الخارجية الإيرانية في بيان العملية ووصفتها بأنها «خطوة خطيرة» مشيرة إلى أن «العدوان العسكري السعودي» باليمن سيزيد تعقيد الأزمة في البلاد، وطالبت بوقف فوري لكل العمليات العسكرية والضربات الجوية التي من شأنها أن تعرقل التوصل إلى حل سلمي في اليمن وفقا للبيان. وفي دمشق صدر بيان مماثل. ويرى عدد من المراقبين أنه إذا استدرج الصراع في اليمن السعودية وحلفائها وايران وأنصارها فإنه قد يشعل حربا بالوكالة للسيطرة على شبه الجزيرة العربية التي توجد بها أكبر حقول النفط في العالم ويسكب مزيدا من الوقود على حريق طائفي يفجر عدة حروب في أنحاء الشرق الاوسط. وسيواجه خبراء الاستراتيجية الغربيون الذين يتعاملون مع صراعات معقدة في العراق وسوريا مزيدا من الارتباك نتيجة لحالة عدم الاستقرار الجديدة في توقيت حساس قبل اتفاق نووي محتمل الاسبوع القادم بين القوى العالمية وطهران.