بعد الفشل الذريع الذي واجهه محمد زيان وكل من يحوم في فلكه بسبب خسرانهم لقضايا كثيرة كان يعول عليها ليظل مكتبه ومكاتب مساعديه مفتوحة امام الزبناء، التجأ محمد زيان الى جريدته الإلكترونية التي تشرف عليها سكرتيرته ليطلب ود بعض المتهمين “حسب السوق واش فيه”. وإذا كان محمد زيان التجأ في آخر حيله الى النبش في قضية موضوعة امام القضاء، بسبب الابتزاز في وضع التلبس، فإنه بذلك يبدو في بغيته كتلك العجوز التي ذهبت عند العطار ليعيد شبابها وقال فيها الشاعر: عَجوزٌ تُرجّى أنْ تَكونَ فَتيَّةً — وَ قَد نَحَلَ الجَنبانُ و احدَودَبَ الظَّهرُ تَدُسُّ إلى العَطّارِ تَبغي شَبابَها — وَ هَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ؟ فمحمد زيان حين ضمر فرسه التمس له العيش في مراعي حزب العدالة والتنمية، فتراه مرة مترافعا ومرة متراجعا، وتراه مرة يدافع ومرة يمانع، فبارت تجارته وضاقت عليه الأرض بما رحبت، فلم يجد من حل إلا توجيه جريدته الإلكترونية للتفتيش عن القضايا المعروضة أمام المحاكم لإغراء أصحابها عبر مقالات مدسوسة، ومكتوبة بأسلوب تافه، ومخالف للقوانين. ولعل محمد زيان لم ينس أن بحوزتنا تسجيل واضح يتحدث فيه بعظمة لسانه عن موكله توفيق بوعشرين، ويعترف انه متورط، وأن الحكم لن يكون مخففا في قضيته، فلماذا استمر في توهيم الناس بالضجيج والتهريج، والتصريحات والادعاءات والمسرحيات ضعيفة الإخراج؟ هل يعلم محمد زيان أن موقع “برلمان.كوم” بصدد الحصول على معطيات هامة حول صفقة شقة بمدينة سلا استفاد منها أحد الصحفيين المقربين إليه عبر خطة محكمة نسجها بنفسه في غياب المالكين الحقيقيين للشقة، وسوف ننشرها للرأي العام حال استكمال المعطيات؟ هل يعلم محمد زيان أن عددا من المتتبعين للشأن العام استبخسوا كلامه حول قضية أمينة ماء العينين وتمنوا لو التزم الصمت عوض التسرع والتهور في إصدار الأحكام؟ هل يعلم محمد زيان انه تلقى صفعة قاسية عند فشله في تحويل محاكمة توفيق بوعشرين إلى حلقة للمزايدات والمشاحنات والتنكيت، وهاهو يحول موقعه الإلكتروني إلى حلقة للتطاول والاتهام؟ هذا الموقع الذي كان الأولى تسميته ب”الممات” عوض “الحياة، والذي تديره سكرتيرته،المصححة السابقة في جريدةمكتوبة ب”لوك” يختلف عما هي عليه الآن، لكن الأخطر ان مرافقة زيان تسهر على نشر مقالات لاتمت لاخلاقيات المهنة الصحفية بأي صلة؟