خليل بورمطان بعد فضح وتعرية بعض الإختلالات التي تحدث هنا وهناك بتازة، يظهر من حين لآخر بعض ماسحي الأحذية يمزاحمين بقصد أو بغيره "السِّيرُورَات" في عملهم مما يهددهم هؤلاء بأزمة شغل لا محالة! فهم يتطاولون على عمل ماسحي الأحذية بتنميقهم لأحذية الزبناء العابرين، حسب اختلاف نوعية صاحب الحذاء، رياضي، سياسي ،إجتماعي، مثقف ولونه وجلده والدهن/السيراج المستعمل في التنميق ولكل مْسِرْيَة ثمن!!!
كما أنهم يضيفون مساحيق وبُدْرَات لصور الزبناء لإخفاء تجاعيد وتشوهات وجعلها تشع جمالاً وتوهجًا على مقاس الخدوش والندوب التي هي من مخلفات الزمن واللهت وراء لقمة العيش، متنسين أن الصورة عندما تترسخ ستظل كما هي رغم عمليات المكياج المصطنع...فالمكياج فوق الخنونة لن يجعل الصورة لدى بعض ضعاف النفوس تزيد إلا بشاعة وتصبح كريكاتورية رغم المجهودات الجبارة المبذولة في التلميع وتْمَقْلِيع بجمل ولغة "أكلتني البراغيث"!!.
كل ذلك يذكرنا بممارسات سادت سابقا في تزييف الواقع سميناها أنذك بسياسة "كولو العام زين" على عهد وزير الداخلية والإعلام الأسبق إدريس البصري، فهل يصلح العطار ما افسد الدهر؟ فماسحو أحذية زماننا هذا كحكاية ما وقع للعطار مع عجوز نسردها لكل غاية مفيدة كان يا ما كان بقديم الزمان في إحدى المدن كانت تعيش أمراه تتمتع بمسحة جمال ومع تقدمها في العمر فقدت الكثير من جمالها وكان يسكن في جوار منزلها عطار عرض عليها بعض الأعشاب التي تعيد لها بعضا مما فقدت واستغلها ماديا بدون فائدة تذكر...فقال الشاعر يصف هذه الحالة: وعجوز تمنت أن تكون صبية وقد يبس الجنبان واحدودب الظهر تروح الى العطار تبغى شبابها وهل يصلح العطار ما افسد الدهر.