تعد انتخابات الكونغرس الأمريكي بمجلسيه (الشيوخ والنواب)، والتي تجري على 3 مستويات، هي الأهم خلال مراحل انتخابات التجديد النصفي، حيث تعكس مدى نجاح أداء الرئيس خلال الفترة الماضية، وتأكيد قدرته على تشكيل كونغرس يضم جميع حلفائه. وستحدد نتيجة هذه الانتخابات من سيكون في يده السلطة خلال العامين المتبقيين من فترة رئاسة دونالد ترامب، الحزب الجمهوري الحاكم أو أن السلطة ستنتقل إلى الحزب الديمقراطي، حيث لم يتمكن أي حزب بالبقاء في السلطة التشريعية لأكثر من عامين، إلا إذا حصل على تأييد الشعب مرة أخرى في الانتخابات النصفية. وبناء على ذلك ماذا يحدث لو حقق الديمقراطيون الانتصار في الانتخابات النصفية للكونغرس على حساب الجمهوريين والعكس بالنسبة للجمهوريين؟ أولا، بالنسبة للديمقراطيين إذا حققوا انتصارا يعنى ذلك عدم رضاء الشعب عن أداء الرئيس الجمهوري، ومن ثم ستتغير بشكل أساسي السياسات الأمريكية خلال العامين المقبلين. ثانيا سيكون للديمقراطيين فرصة للسيطرة على الكونغرس بمجلسيه، مما يفتح أمامهم الطريق لاستعادة كرسي الرئاسة الذي انتزعه ترامب من هيلاري كلينتون قبل عامين. ثالثا قد يكون ذلك نافذة للمضي في التحقيق بعدد كبير من القضايا المرفوعة ضد ترامب وبعض مساعديه، أهمها التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الماضية. وسيمكن للديمقراطيين التصدي لعدة تشريعات يحاول ترامب تمريرها، من بينها الحصول على تمويل لبناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك، وإلغاء النظام الصحي (أوباما كير) الذي وضعه الرئيس السابق. وفي حالة إذا حقق الجمهوريون انتصارا ستتغير ملامح السياسة الأمريكية بسيطرتهم على البيت الأبيض والكونغرس بمجلسيه، وسيهيمن ترامب على المشهد السياسي في النصف الثاني من ولايته الرئاسية. وسيجد ترامب نفسه قادرا على التحول بالبلاد إلى أمريكا التي يريدها. وسيكون قادرا أيضا على تطبيق تشريعات مثل تشديد قوانين الهجرة، كما سيتمكن الحزب من تمرير حزمة من القوانين التي تتعلق بقضايا حيوية. كما سيسمح الفوز بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس بتعزيز فرص إعادة انتخاب ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020.