هاجمت الخارجية الجزائرية، الأربعاء، مسؤولا أمميا كان قد طالبها وبلغة صارمة، بالتوقف عن طرد المهاجرين الأفارقة إلى النيجر، وقالت “إنه تجاوز حدود مهمته”. وكانت عدة وسائل إعلام دولية قد نقلت تصريحات ل”فليبي غونزاليس موراليس”، المقرر الخاص لمجلس حقوق الإنسان حول حقوق المهاجرين، تضمنت انتقادات لاذعة للجزائر بخصوص تعاملها مع المهاجرين الأفارقة، حيث قال إن من بين هؤلاء “الذين كانوا يعيشون ويعملون منذ سنوات في الجزائر، حيث ولد أولادهم وكانوا يتابعون تعليمهم”. واعتبرت الخارجية الجزائرية، أن هذا المسؤول الأممي “تجاوز حدود مهمته، وصدّق ادعاءات الأشخاص الذين تم نقلهم إلى الحدود بسبب الإقامة غير الشرعية”. وحسب موراليس، فإنه، وانطلاقا من تمانراست، النقطة الحدودية الجزائرية، يتم التخلي عن المهاجرين عند نقطة تسمى “صفر” على بعد 15 كلم من الحدود مع النيجر، حيث يصبح هؤلاء، بمن فيهم الأطفال والنساء والرجال، مجبرين على المشي عبر الصحراء لمسافة تصل إلى حوالي 25 كلم، من دون أية مساعدة، لبلوغ النقطة الحدودية بالنيجر المسماة “أساماكا”. من جهتها، كشفت المنظمة الدولية للهجرة، من خلال تقرير أعدته حول الترحيل القسري للمهاجرين الأفارقة من طرف السلطات الجزائرية، أنه “تتم مداهمة أماكن إقامة المهاجرين ليلا، ولا يسمح لهم حتى بارتداء ملابسهم أو توضيب أغراضهم، وينقلون إلى مراكز للشرطة حيث يتعرضون للضرب، ثم يوضعون في حافلات” تنقلهم إلى الحدود مع النيجر حيث يتوجب عليهم السير على الأقدام للوصول إلى أقرب مدينة. ووفقا لتقديرات هذه المنظمة الدولية، فقد قامت الجزائر بطرد 35.600 نيجري منذ عام 2014 باتجاه النيجر، بينهم أكثر من 12 ألفا منذ مطلع العام الحالي، إضافة إلى أكثر من ثمانية آلاف مهاجر من دول إفريقيا الغربية منذ شتنبر 2017.