في إطار سلسلة اللقاءات التي عقدها المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية الألماني هورست كوهلر، على هامش انعقاد الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التقى كوهلر مع رئيس المفوضية الإفريقية، وأجرى معه مباحثات حول آخر المستجدات والتطورات المتعلقة بنزاع الصحراء المغربية، والجهود المبذولة من طرف الأممالمتحدة لإيجاد تسوية سياسية ونهائية للقضية التي عمرت لأكثر من 40 سنة. ويندرج اللقاء الذي عقده هورست كوهلر مع رئيس المفوضية الإفريقية موسى فكي، ضمن مباحثاته الثنائية التي أجراها المبعوث الأممي بمقر الأممالمتحدةبنيويورك، على مدى الأيام الثلاثة الماضية، والتي جمعته مع عدد من الأطراف والمسؤولين كوزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، ووزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ، ووزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز. ويشار إلى أن جبهة البوليساريو وحاضنتها الجزائر وبعض الدول الإفريقية الداعمة للطرح الانفصالي، كانوا يمنون النفس بإقحام الاتحاد الإفريقي المفعم ب"نزاعاته" في نزاع الصحراء الإقليمي، ومحاولة إشراكه إلى جانب الأممالمتحدة في مسلسل التسوية والمسار الأممي، سيما بعد العودة الرسمية للمغرب واستعادة عضويته المتأصلة داخل هذا الإطار الإفريقي والتكتل القاري الذي يعد أحد مؤسسيه وواضعي لبناته الأولى. غير أن ذلك أصبح سرابا ومستبعدا، من خلال مجموعة من الإشارات التي بعثها كوهلر سواء بالقرار رقم 2414 الذي أصدره المجلس الدولي بخصوص الصحراء أبريل المنصرم، أو الإحاطتين اللتان تقدم بهما هورست كوهلر لحد الآن أمام مجلس الأمن، حيث من الملحوظ أنه بدد تلك الشكوك والمخاوف، ولم يتطرق خلالهما لا من قريب أو بعيد، إلى النقطة المتعلقة بالاتحاد الإفريقي التي حذر منها المغرب ومن خطورتها على مصالحه العليا واستقرار المنطقة، داعيا إلى عدم الانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة، والتي تعتبر الأممالمتحدة رواقها الوحيد والهيئة المكلفة بها حصريا.