يبدو أن مآسي المستشفى الإقليمي بأزيلال لا تكاد تنتهي، إذ رفض مسؤولو المؤسسة الصحية، صباح اليوم الإثنين، استقبال سيدة في وضعية حرجة بعد وضعها لمولود ميت وهي في طريقها إلى المستشفى، وذلك بدعوى المساطر الإدارية. وعلم “برلمان.كوم” أن السيدة، وهي شابة في عقدها الثاني، تنحدر من دوار “تمكانت” بجماعة “آيت امحمد”، قد وضعت مولودها في سيارة الإسعاف وهي في طريقها إلى المستشفى الإقليمي بأزيلال إلا أنه ولد ميتا. وعند وصولها إلى المستشفى بعد ساعة من ولادتها، رفضت طبيبة المداومة استقبالها بدعوى المساطر الإدارية، لتبقى في سيارة الإسعاف تحت أشعة الشمس الحارقة، تصارع آلام ما بعد الولادة لمدة تزيد عن الساعة، قبل أن يُأذن لها بالدخول بعد تدخلات قام بها بعض الجمعويون والحقوقيون بالمدينة. من جهة أخرى، علم “برلمان.كوم” أن الهيئات الحقوقية والنقابية بالمدينة، تعتزم تنظيم وقفة احتجاجية ثالثة خلال الأيام المقبلة، للتنديد بما آل إليه الوضع الصحي المتردي بالإقليم. وتأتي هذه الحادثة بعد ثلاثة أيام فقط من وفاة سيدة عشرينية حامل على متن سيارة إسعاف، بينما كانت في طريقها نحو المستشفى الجهوي ببني ملال، وذلك بسبب الإهمال الطبي الذي تعرضت له في المستشفى الإقليمي بأزيلال. وحسب مصادر "برلمان.كوم"، فإن الضحية، وهي شابة تبلغ من العمر 24 سنة، قدمت من منطقة "آيت محمد" لوضع مولودها في المستشفى الإقليمي بأزيلال، لكن غياب الأطر الطبية جعلها تصارع الموت لوحدها بعدما وضعت جنينا ميتا دون تدخل طبي، لتصاب على إثر ذلك بنزيف حاد. وقالت مصادر "برلمان.كوم" إن عائلة الشابة لم تعلم بوضع ابنتها إلا عن طريق عاملة نظافة أخبرتهم بضرورة نقلها على وجه السرعة صوب المستشفى الجهوي ببني ملال، بعد ساعات من الانتظار. وحسب ذات المصادر، فقد أمرت إدارة المستشفى بنقل الشابة صوب بني ملال على متن سيارة إسعاف، رفقة أربع نساء حوامل، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة على بعد أربع كيلومترات من مدينة أزيلال. وكان مواطنون بمدينة أزيلال قد نظموا الأربعاء الماضي، وقفة احتجاجية للتنديد بتردي الوضع الصحي بالمدينة، طلبوا خلالها بتحسين الخدمات المقدمة للمرضى الوافدين على المستشفى الإقليمي، وتوفير الأطر والتجهيزات الطبية.