ماذا قدم المسؤولين عن حقوق الإنسان بالمغرب بعد سنة من تعليق القرار، وكذا من أجل مأسسة سياسة عمومية في مجال حقوق الإنسان، مقابل الالتزامات التي التزم بها أمام أجهزة الأممالمتحدة في الوقت الذي حيدر تترافع بالكونغرس من أجل دفع مجلس الأمن لتكريس الغدعة !!!!؟؟؟؟ انشغل الرأي العام الوطني الأسبوع الماضي بالقرار رقم 2099 الصادر عن مجلس الأمن يوم 25 ابريل 2013 في موضوع تمديد صلاحيات المينورسو وقد أسال هذا القرار الكثير من المداد وكأن المغرب قد حقق نصرا نهائيا في قضية الصحراء في حين ان القرار جاء منسجما مع المادة 6 من ميثاق الأممالمتحدة. هذا القرار القاضي تمديد ولاية البعثة حتى 30 أبريل 2014. وذلك بعد تقدم وزير الخارجية الأمريكي، بمشروع قرار يقضي بتوسيع مهمة المينورسو في الأقاليم الجنوبية لتشمل حقوق الإنسان عكس اتفاق 1991 القاضي بالإشراف على مراقبة إطلاق النار، أقام المغرب الدنيا و أقعدها من أجل وقف هذا المشروع الذي يمس بالسيادة المغربية، حيث أجمعت الأحزاب و المنظمات الشبابية الحزبية و بعض النقابات العمالية، و كذا المجتمع المدني على ضرورة مواجهة هذه المؤامرة المدبرة ضد السيادة المغربية، بتوصية لمنظمة روبر كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان و التي تعتبر نفسها وصية نفسها وصية عن حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية فقط إثر زيارتها 31 غشت 2012، متجاهلة بذلك ما يقع في المخيمات بتندوف. وبذلك يتجلى تقصير الدبلوماسية المغربية الرسمية و الموازية على حد السواء أهمها: 1) من الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الديبلوماسية المغربية أنذاك هي عدم التجاوب مع تقرير منظمة روبر كيندي منذ إصداره، و نشره على موقعها الإلكتروني، و كذا على مجموعة من المواقع الدولية. 2) التقصير في إعداد أجوبة على البلاغات الخطيرة والموجهة للمغرب الاتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان، عبر إصدار بلاغات توضيحية وتصحيحية. والتعامل مع هذه البلاغات بشكل محدود، متجاهل خطورتها المحتملة. 3) غياب لدى الحكومة الحالية إرادة حقيقة في تجميع المكتسبات الخطوات المتقدمة في مجال حقوق الإنسان، و العمل على الإسراع بإصدار الخطة الوطنية للديمقراطية و حقوق الإنسان، التي تعتبر بمثابة لبنة أساسية لإقرار سياسة عمومية في مجال حقوق الإنسان بالمغرب. 4) تموقع الجزائر في البيضات التي تتركها سياستنا الخارجية اتجاه، المنتظم الدولي و خاصة على المستوى الافريقي و العربي، وكذا الملتقيات، و المنتديات الدولية، مع تخصيص الجزائر أموال طائلة للإحراج المغرب و التشويش عليه لدى صناع القرار الدولي. لولا التدخل الملكي المباشر السنة الماضية لدى الرئيس الأمريكي المدعم بالدعم السياسي والمدني، و الذي أسفر عن حجب المشروع لمدة سنة فقط، الغريب أن مشروع القرار لم يلغى نهائيا وإنما تم تعليقه لمدة سنة مقابل تقديم المغرب التزامات في مجال حقوق الإنسان، أهمها فتح الباب امام المساطر الخاصة؛ و الشيء الذي قام المغرب فعلا في التجاوب معه بشكل جدي حيث زار المغرب بعد دستور 2011، خمس مقررين خاصيين و اثنين أخرين في صدد التحضير لزيارة المغرب؛ لكن العبرة بالنتائج فالمقرر الخاص بالتعذيب، اثار نقط سلبية عديدة في تقريره حول استمرار وجود التعذيب في المغرب ولو أنه لم يعد منهجي، و دعا إلى ضرورة تعديل المادة 231 من القانون الجنائي، كما دعا إلى إحداث آلية للحماية من التعذيب، هذه التوصيات لم يتم تفعيلها لحدود اليوم، أما الزيارة الأخيرة لفريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي كانت بمثابة قطرة الزيت في النار، حيث أكدت على استمرار وجود التعذيب في المغرب، و استنكرت وجود اختلالات بسجلات الضابطة القضائية، و دعت المغرب إلى إطلاق سراح أشخاص متابعين بالقانون 03.03 المتعلق بمكافحة الإرهاب و اللذين استمعت إليهم و تابعت شكايات لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، و هم: مصطفى الحسناوي المحكوم عليه ب 4 سنوات سجنا، وطالبت بإطلاق سراح علي اعراس المعتقل بخلية بلعيرج و المحكوم عليه 12 سجنا. فيما تعيش الديبلوماسية المغربية حالة سبات عميق باستثناء الالتفاتة الملكية الأخيرة للقارة الإفريقية، و التي ستعزز العمق الإفريقي للمغرب، و قد تعجل بعودة المغرب لمنظمة الوحدة الافريقية، و التي يعتبر أحد مؤسسيها، في المقابل تتحرك البوليساريو بشكل مكثف والمنظمات الحقوقية المدعمة لها في امريكا، وإعلان اميناتو حيدار قيامها بعرض يوم الاثنين 24 مارس الجاري بمقر الكونغريس بواشنطن، حيث حجزت القاعة من طرف منظمة أميركية مساندة لطرحها الانفصالي ، من أجل العمل على إقناع الكونغريس كي يضغط على ادارة اوباما من أجل الدفع بمجلس الامن الى توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان في الصحراء؛ رغم أن الحقائق والوقائع أثبتت ميدانيا تورط عناصرها في العمليات الإرهابية بالساحل والصحراء، وفي تهريب الأسلحة والمخدرات واختطاف الأجانب. وفي المقابل، فإن الفيديو الأخير و المسرب من قلب المخيمات، يؤكد أن جبهة البوليساريو مستمرة في سياستها الشمولية التي لا تعير أدنى اهتمام لحقوق الإنسان وللممارسة الديمقراطية من خلال إمعانها ومواصلتها قمع وتعذيب المعارضين لتوجهاتها، وفي تحويل المخيمات إلى سجن كبير للصحراوين المحتجزين، وعوض اتخاذ قرارات حاسمة من طرف المنتظم الدولي ضد هذه الممارسات اللاإنسانية، وضد استمرار نظام الرق والعبودية الذي عفا عنه الزمن بمخميات تندوف، وتمكين المفوضية السامية للاجئين من إجراء إحصاء دقيق للمحتجزين وأخذ آرائهم حول العودة إلى أحضان وطنهم الأم، عوضا عن ذلك كله نفاجئ بمشروع القرار الأمريكي المنحاز لتوجهات الطرف الآخر الذي يوظف ورقة حقوق الإنسان بشكل فضيع في غير محلها وهو المعني أولا وأخيرا باحترامها. فرغم المبادرات الأخيرة التي اعلن المجلس الوزاري بتبني مشروع قانون العدل العسكري، في خطوة لملائمة القانون الوطني مع التشريع الدولي ، و الذي سيعفى بموجبه المدنيين و القاصرين من المثول أمام المحاكم العسكرية، وكذا إعلان الحكومة على تعزيز المجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي) في مراقبة ورصد وضعية حقوق الإنسان بشكل فعال و معالجة شكايات ساكنة الأقاليم الجنوبية في أقرب الآجال عبر تخصيص مكاتب خاصة، حيث توجد ثلاث لجان تابعة للمجلس في مدن العيون وطانطان والداخلة”. فرغم هذا الإجراء الاستعجالي، و الذي لا ينسجم والمواثيق الدولية الرافضة للإقصاء و التمييز حيث سيجعل باقي المواطنين من الدرجة الثانية، في الوقت الذي كان حري بهذه الحكومة تعميم القرار و جعله مبدأ عام يؤسس لسياسة عمومية في مجال حقوق الإنسان … 1) العمل على إعداد سياسية عمومية في مجال حقوق الإنسان، تكون هي الوحيدة الكفيلة بصد مثل هذه التقارير الماسة بمصداقية المغرب في المنتظم الدولي. 2) تعزيز ومتابعة الالتفاتة الملكية للدبلوماسية السياسية والحقوقية في العمق الإفريقي أولا، ثم باقي الدول، والترويج الفعال لما أنجز وينجز على المستوى الحقوقي. 3) على الحكومة التجاوب والتفاعل الآني مع تقارير المنظمات الوطنية الدولية والحقوقية، و تحمل المسؤولية في الاستهتتار و تجاهل هذه التقارير التي أصبحت تعتمد من طرف المقررين الخاصين، و مجلس حقوق الإنسان. 4) متابعة الملف الحقوقي على المستويين الوطني و الدولي بشكل دائم بدل الاقتصار على الظرفية، و كما على الحكومة الانتباه لخطورة التقارير الموازية التي سيقدمها لمجتمع المدني أمام اللجان المعاهداتية، و التي قد تعصف بالقرير الوطني الرسمي، و كذا بمصداقية الدولة المغربية بكاملها، بسبب سياسية حكومية لحظية و مزاجية، لا تغني ولاتسمن من جوع. ويبقى الوضع الترقيعي لسياستنا في مجال حقوق الإنسان، يسائلنا إلى أي حد نجح المسؤولين الأوصياء عن حقوق الإنسان بالمغرب في إقناع أجهزة الأممالمتحدة أن المغرب القوي بإجماعه الوطني حول وحدته الترابية، وبتجربته الديمقراطية الفريدة إقليميا، سيستمر في التعاون مع منظمة الأممالمتحدة لطي هذا الملف الذي عمر طويلا، على أرضية مقترحه الوجيه، ذي المصداقية والمشروعية الدولية لتمكين أقاليمه الجنوبية من حكم ذاتي على غرار تمكين باقي جهاته من نظام متقدم للجهوية كاختيار ديمقراطي إرادي لا رجعة فيه.؟؟؟؟ أم اننا سننتظر جولة ملكية جديدة للتدخل المباشر للملك يبدأها من أمريكا من أجل التكفير عن الأخطاء و الهفوات في مجال حقوق الإنسان طيلة السنة الماضية، التي أمهلنا مجلس الأمن؟؟؟ ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن مواقف صاحبها ولا تلزم موقع برلمان.كوم