في مقاله المعنون “الاتحاد يصنع القوة”، استغرب مأمون عراقي من تجاهل النخب السياسية والمثقفين والصحفيين وصناع الرأي من الخطر الحقيقي الذي يهدد الوحدة الترابية للمملكة المغربية ومحاولة تقسيمها إلى ست دويلات، ألا وهو المخطط الصهيوني “أوديد ينون”، الذي بدأت ملامحه تتجلى بشكل أوضح، واهتمام هذه النخب بخلافات وقضايا يمكن إيجاد حلول لها فيما بعد. وتساءل عراقي عن عدم تسليط الضوء من طرف وسائل الإعلام المغربية والنخب السياسية والمحللين على التحركات التي قام بها الملك في السنوات الأخيرة، وعن عدم تحليلها وقراءتها بالشكل الصحيح، والتي لم يُفهم منها استشعار الملك في خطابه الذي ألقاه في القمة الخليجية المغربية سنة 2016 بالسعودية، لمخاطر المخطط الصهيوني الذي يحاك ضد الدول العربية والإسلامية، حيث أن المؤامرة التي تستهدف المغرب والجزائر على حد سواء، ولا تختلف سوى في آليات تنزيلها ومداخل إنجاحها في هذا البلد أو ذاك، وهو ما يقتضي توحيد الجهود للتصدي لها. وأضاف عراقي، كيف يتم تجاهل زيارة “برنارد هنري ليفي” إلى مراكش والتجول في حدائق المامونية ووصفها بالزيارة العادية، وهو الذي قال بفخر إن الربيع العربي نعمة لإسرائيل، وأن ما فعله في ليبيا “فعله كيهودي”، وكان ينبغي على هذه النخب تنوير الرأي العام من أجل اتحاد الشعب المغربي وتلاحمه وراء ملكه لصد خطر هذا المخطط الصهيوني. إليكم مقال مامون عراقي بعنوان “الاتحاد يصنع القوة”: “أيها السيدات والسادة، الصحفيون والمثقفون والأحزاب السياسية المغربية، وإذا كان بينكم مفكر يمكن أن ينيرنا فليفعل، بالنسبة لكم، هل تأتي القضايا والنقاشات المطروحة حاليا قبل التهديد الذي يشكل خطرا على الوحدة الترابية للمغرب؟ أنا لا أقول أن ساكنة الريف ليس لها الحق في المطالبة بحقوقها أو أنه لا ينبغي لها الحديث عنها. يجب أن تفعل ذلك ويجب علينا دعمها. أنا لا أقول إن فشل الحكومة المغربية في التسيير لا ينبغي أن يكون موضوع مقالات صحفية. ومع ذلك، فأنا لا أفهم أن كل الأخبار التي تتعلق بهذه القضايا، نسي فيها الصحفيون المخطط الصهيوني الذي وضعه الصهيوني “أوديد ينون” لتقسيم المغرب، والذي استهدف عددا من الدول، حيث بدأت معالمه تتجلى وبوضوح بمملكتنا المغربية وبالجارة الشرقية الجزائر وبشكل خطير. – الملك محمد السادس حفظه الله كان قد ألقى خطابا في القمة الخليجية المغربية سنة 2016، والتي انعقدت بالمملكة العربية السعودية، وقال خلالها إن هناك إرادة ورغبة من القوى الأجنبية لتقسيم المغرب، والقليل جدًا من الصحفيين المغاربة اهتموا بذلك، ولم يتم تحليله بالشكل الواضح والصحيح. – المغرب يتوجه إلى الصين وروسيا، ولا يوجد تحليل ملموس لهذا التوجه الدبلوماسي الجديد! – موقف المغرب من قطر: تم الحديث عن المساعدات المرسلة إلى قطر من طرف وسائل الإعلام بشكل فظ دون محاولة تبرير هذا الموقف التاريخي لعدم اصطفاف المغرب إلى جانب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. – الملك يلغي رحلته إلى مونروفيا بسبب وجود نتنياهو ولا يهتم أحد! كيف لم يتم التقاط الإشارات وربط كل هذه التحركات والقرارات مع بعضها! – المملكة العربية السعودية، ضمن أهداف مخطط الصهيوني “أوديد ينون”، اشترت الوقت من الولاياتالمتحدةالأمريكية لحماية نفسها لفترة أطول بقليل، بمبلغ 350 مليار دولار (عذرا قليلاً) على مدى 5 سنوات، بما في ذلك 110 مليار دولار في السنة الأولى! يوم من الاستقرار بالنسبة لبلد عربي هو الآن باهظ الثمن! هل لدينا هذه الإمكانيات …؟ – برنارد هنري ليفي يقولها علنا إن “الربيع” العربي نعمة لإسرائيل، وأن ما فعله في ليبيا “فعله كيهودي”… ولا أحد يعير ذلك أي اهتمام! يتجول في حدائق المامونية بمراكش وتعتبرون أنها سياحة عادية! وهو الذي عبر بشكل واضح وعلني دعمه لMAK حركة استقلال منطقة القبايل في الجزائر، وأنتم تتعاملون مع كل هذه الأحداث بسلبية لا تصدق! – تم صنع داعش من قبل العديد من دواهي العالم وما تقوم به من أعمال إرهابية هو مجرد تكتيك صهيوني واحد من بين العديد من الأساليب والاستراتيجيات الأخرى لتقسيم الشعوب العربية لإنجاح مخطط “أوديد ينون”، ومرة أخرى نواصل تجاهل هذه الأحداث. – الموساد، ومن خلال المئات من العملاء والجواسيس في بلداننا المغاربية (بينهم العديد من الصحفيين والمفكرين اليهود والمسلمين) يعمل على تعبئة القبائل الأمازيغية ضد أنظمة دول شعوبها، ومرة أخرى نغلق أعيننا. – داعش تتدرب في المثلث الأسود بمنطقة جبلية في الريف، كما تناقلت ذلك العديد من وسائل الإعلام، ونتظاهر بعدم سماع أي شيء! – وموقف بان كي مون ضد المغرب، أليس هذا يستحق التأمل! – لم تكن خطة “أوديد ينون” بحد ذاتها موضوعًا لاهتمام وسائل الإعلام! لكننا نهتم لخبر فضيحة بسيط وهذا لا يزعج أي شخص! استيقظوا يا مغاربة المغرب والعالم، استيقظوا يا إخواننا من الشعب الجزائري! فالتهديد يدق أبوابكم أيضا! المخطط الصهيوني هو بالفعل في وطنكم ومن أجل الترحيب به بشكل أفضل وجعله أكثر فعالية! هذه ليست مشكلة مياه للصرف الصحي لمدينة، أو مستشفى، أو مدرسة، … (نعم كل هذا مهم جدا) … لكن الأمر يتعلق بتهديد وبرغبة قوية من أجل تدمير المغرب!! من أجل تقسيمه (نتحدث بالفعل عن إرادة صهيونية لتقسيمه إلى 6 دويلات) !! لذلك هذا يأتي قبل أي خلاف وأي قضية!! أليست الوحدة الترابية الوطنية هي أولية الأوليات؟ ألا يستحق المغاربة أن يكونوا على علم ودراية جيدة بهذا التهديد؟ ألا تعتقدون أنه يجب علينا أولاً تحليل هذا التهديد، وتحركات الملك الرامية لصده منذ شهور، بل قبل أن تندلع الاحتجاجات في الحسيمة، أو أي مشكلة أخرى؟ أذكركم أن هذا التهديد موجود منذ عام 1982 ولكن تنفيذه بدأ بشكل رسمي منذ عام واحد من خطاب الملك! ما هو رأيكم في المخطط الصهيوني ل”أوديد ينون”؟ وقت تنفيذه بالنسبة لكل دولة عربية؟ ارتباط هذا المخطط بتقسيم أفغانستانوالعراق وسوريا…؟ الحرب بين العراق وإيران لإضعاف البلدين، التهديدات العسكرية الإسرائيلية الواضحة! ما هو دور داعش في كل هذا؟ من يمولها؟ لأي أهداف؟ ما هي أبعاد مخطط “أوديد ينون” بخصوص الوحدة الترابية المغربية؟ هل إسرائيل والولاياتالمتحدة حليفان حقيقيان للمغرب كما كنا نعتقد دائما؟ دور الولاياتالمتحدة في هذا المخطط؟ كيف كانت إسرائيل تتلاعب بالولاياتالمتحدة لفترة طويلة لتنفيذ هذا المخطط وغيره من مخططات؟ هل هي من بين أعمال إرهابية أخرى عالقة على ظهر أعداء للولايات المتحدة تم الافتراء عليهم؟ كيف يمكن طرح هذا التهديد في نظركم؟ كيف نتحد حول هذه القضية الأولوية مع إخواننا الجزائريين، ومن أجل أن يتخلوا عن سياستهم في قضية الصحراء المغربية، فهل حان الوقت؟ الأحزاب السياسية والجمعيات ما رأيهم في هذا؟ أقترح عليكم سيداتي وسادتي صناع الرأي وكذلك جميع الصحفيين، “وطنيين بالمعنى الحقيقي للكلمة”، تنوير المغاربة بهذا التهديد وبأبسط طريقة ممكنة، ودعوتهم لأن يكونوا متحدين وراء جلالة الملك محمد السادس! سيكون لدينا متسع من الوقت لإيجاد حل لخلافاتنا بمجرد صد هذا التهديد!! لهذا، أقترح عليكم تحليل هذا الفيديو للمؤرخ المغربي، السيد يوسف هندي، حول هذا الموضوع: https://www.youtube.com/watch?v=Bd3SHdahDxk – وأيضا أدعوكم لمشاهد أشرطة فيدو أخرى لهذا الرجل العظيم. وأتجاهل تصريحات السيد “يعقوب كوهين”، بخصوص ما قاله عن بعض الحاخامات الذين استنكروا هذه الخطة الصهيونية لشهور… فأين هي الصحافة المغربية؟؟ أين هم المفكرون المغاربة؟؟ آمل أن يكون لهذه الرسالة حد أدنى من القراء بما في ذلك السيد مهداوي ورفقائه وجميع مناصريه الذين يحيطون به وأيضا أن تحظى بأكبر دعم من الصحافة المغربية وصناع الرأي إذا كان لايزال بعضهم موجودا. من مغربي قلق من هذا التهديد ومخلص للنظام الملكي ويفتخر بذلك!! من مغربي يدعم المطالب الاجتماعية والاقتصادية للشعب، ولكن بكل تواضع، أرغب في فتح أعينكم على تهديد حقيقي! أولوية! أولوية! أولوية! وعيدكم مبروك لجميع المغاربة من طنجة إلى الكويرة. الاتحاد يصنع القوة أمر نحن بأمس الحاجة إليه، مأمون عراقي”.