شكل موضوع الاستغلال الجنسي الذي تتعرض له العاملات في الحقول الإسبانية حسب مجموعة من الشهادات موضوع جدل، بالنظر إلى وجود عدد مهم من الأصوات التي تندد بمجموعة من الممارسات الجنسية التي تشمل الانتهاكات القسرية التي طالت عاملات مغربيات. على إثر هذا الجدل الذي يكتنف الموضوع، خرجت حكومة العثماني في أكثر من تصريح إعلامي تفيد على لسان المسؤولين، أن هذا الأمر لا يعدو أن يكون مجرد ادعاءات واهية خالية من الصحة، وهو ما دفع بمجموعة من المنابر الإعلامية إلى إنجاز تحقيقات استقصائية في أفق الكشف عن الحقيقة التي لازالت تبدو غامضة وتشوبها العديد من الشكوك. بناء على تحقيق نشرته صحيفة “دوتش فيلي” الألمانية على موقعها الرسمي، يتناول مجموعة من التفاصيل والحيثيات التي ترتبط بهذا الموضوع، فالحقيقة لازالت غامضة حيث كان السؤال الذي شكل المحور البارز في هذا التحقيق هو: ما هي حقيقة الاعتداءات الجنسية في حقول الفراولة الإسبانية؟ وأشار التحقيق ذاته إلى أن الصحافة الإسبانية تطرّقت لموضوع الاعتداءات الجنسية بناء على فيديو نشرته “إلباييس” تحدثت فيه عاملتان مغربيتان عن محاولة اغتصابهما، ومن تحقيق الشرطة مع مسؤول في المزارع ملاحق بتهم التحرش، فضلاً عن تحقيق نشره موقع “correctiv” وردت فيه شهادة لعاملة تتحدث عن اغتصابها من لدن مسؤولها المباشر. لكن الجواب الذي توحدت فيه أكثر من 20 امرأة التقت بهن “DW” أمام الوكالة البنكية، رداً على هذا السؤال، هو النفي القاطع: "هذه إشاعات. الكثير منا متزوجات وهذا الكذب يسبّب ضرراً لعائلاتهن". وتكرر السؤال ذاته عندما زارت “DW” مجموعة من مساكن العاملات المحاذية للضيعات، وكذلك عند التنقل إلى بلدة ألمونتي، وكان الجواب هو نفسه، فجميع العاملات مقتنعات أن قصص التحرش والابتزاز الجنسي التي تناقلتها عدد من وسائل الإعلام ليست حقيقية! ومترجمة مغربية تعمل في الحقول منذ مدة، أكدت أن الشكاوى وقعت في مسكن معين، لكن أن صاحبات الشكاوى رحلن أو رُحلن إلى المغرب! وأفاد التحقيق نفسه، أن التنقل إلى مساكن العاملات عملية غير بسيطة، فلا وجود لنقل عمومي يوصلك إليها. وحدهم "الخطافة المغاربة" أي ممتهنو النقل السري، من ينقلونك هناك بمقابل. والطرق في اتجاه الضيعات معبدة، لكنها تعاني غياب الإنارة الليلية في جلّها. “لمّا تصل إلى المساكن، تكتشف أن جودتها تختلف من مجموعة لأخرى، إذ تضم كل مجموعة عدداً من البيوت الخشبية، بعضها مخصص للعاملات، وبعضها للعمال، وبعض منها مختلطة لكنها تضم أسرا بأكملها. وتتعدد الجنسيات هنا، فهناك رومان وأفارقة من جنوب الصحراء، لكن يظهر واضحاً أن المغاربة هم الأكثر حضوراً. كل بيت مكون من ثلاث أو أربع غرف، وفي كل غرفة يبيت ثلاثة أو أربعة أفراد، كما توجد غرف منفصلة حصل عليها بعض الأزواج.