بعد الفيديو الذي نشرته "إلباييس"، والذي تحدثت فيه عاملتان مغربيتان، عن محاولة اغتصابهما، وبعد تحقيق الشرطة مع مسؤول في المزارع ملاحق بتهم التحرش، فضلاً عن تحقيق نشره موقع "correctiv"، وردت فيه شهادة لعاملة تتحدث عن اغتصابها من لدن مسؤولها المباشر، نفت أكثر من 20 امرأة زارتهن قناة " DW" عربية، الأمر، واعتبرن أن الأمر مجرد "إشاعات". وأضفن وفق ذات المصدر، في روبرتاج نُشر اليوم الاثنين، أن "الكثير منهن متزوجات، وأن هذا الكذب يسبّب ضرراً كبيرا لعائلاتهن".
وأشارت " DW"، إلى أن "جميع العاملات مقتنعات أن قصص التحرش والابتزاز الجنسي الذي تناقلتها عدد من وسائل الإعلام ليست حقيقية!، مضيفة أن "مترجمة مغربية تعمل في الحقول منذ مدة، أكدت للقناة أن الشكاوى الرائجة وقعت في مسكن معين، وأرشدتنا إلى مكانه، لكن اكتشفنا أن صاحبات الشكاوى رحلن أو رُحلن إلى المغرب!".
عاملات أخريات صرحن لذات القناة، أن "قصص الجنس في أغلبها علاقات رضائية بين بعض العاملات وبعض العمال أو رؤسائهم المباشرين، وأنه يندر تماماً أن يربط إسباني علاقة جنسية مع وافدة مغربية نظرا لتخوّفه من العقاب".
السعدية، سيدة مغربية تشتغل في الحقول الاسبانية منذ 12 سنة، قالت إن "قصص الجنس لم تنتشر إلّا هذا العام، بسبب "قدوم بعض العاملات الصغيرات في السن، وجدن الحرية وغياب المراقبة، منهن من تبحث عن كسب المال بأيّ طريقة، ومنهن من تبحث عن البقاء في إسبانيا وتتذرع في ذلك بوقوعها ضحية اعتداء جنسي!".
هذا الكلام كررته أكثر من عاملة، حملن مسؤولية ما اعتبرنها إشاعات إلى الوافدات الجديدات اللائي "أسأن إلى المغربيات بتصرّفاتهن"، بحسب ذات المصدر.
من جهة أخرى، قال أوسكار رينا، الكاتب العام لنقابة العمال في الأندلس SAt في تصريح ل "dw" عربية:"هناك انتهاكات في العمل، إذ توصلنا بعشر شكاوى، اثنان منها يخصّان اعتداءات جنسية، بينما نعتقد أن الرقم الحقيقي للشكاوى قد يصل إلى مئة، إذ تم ترحيل الكثير من العاملات اللائي حاولن التشكي"، مضيفاً أنه مقتنع بوجود تحرّش وابتزاز جنسي، حتى ولو كانت العاملات ينفين ذلك بالمطلق، لافتاً أنه التقى فعليا ببعض العاملات اللائي اشتكين فعلا من المضايقات.
كما أشار إلى أن عقود العمل المؤقتة للعاملات لا يتم احترامها في الكثير من الحالات، كما أن المشغلين لا يوفون بمدة العمل المحددة في 3 أشهر، ولا بالتعويضات"، منتقدا بشدة طبيعة ظروف العمل "المؤسفة" وسكن العاملات .
مصادر إسبانية أخرى أكدت أن حالة الاعتداءات الجنسية قليلة للغاية، وهو ما تقوله جمعية " HUELVA ACOGE" التي تُعنى بقضايا الهجرة في إقليم ويلفا بإسبانيا، حيث صرحت ممثلة عنها لموقع publico قبل أسابيع أنها لم تجد أيّ حالة للاعتداء الجنسي في الحقول، رغم زيارتها لعدد منها.
لكن حتى وإن كانت قصص الاعتداء الجنسي محدودة حسب أكثر من مصدر، إلا أن بعض العاملات صرحن لقناة "dw" عربية، أنهن يعشن وضعا سيئا في ضيعات بلدة ألومنتي".
أربع عاملات في بلدة ألمونتي، اشتكين من أن لا أحد تكفل بهن خلال المرض، كما أن جلّهن لا يعرفن أين يوجد المستشفى وكيفية الذهاب إليه، ممّا يلزمهن بالصبر على المعاناة خلال المرض، كما لا يستطعن التوقف مؤقتاً عن العمل خوفاً من اقتطاعات هُنّ في غنى عنها.
مشاكل أخرى من هنا وهناك كشفت عنها بعض العاملات، منها التعامل السيئ لبعض الرؤساء، الذين أغلبهم مغاربة، إذ لا يرأفون بحال الكبيرات في السن، بل إن رئيسة مغربية كانت تنتقد العاملات المغربيات بسبب رفضهن ارتداء ملابس عمل متحررة نوعاً كتلك التي ترتديها العاملات الرومانيات، بحسب ذات المصدر.