احتضن المجلس العلمي لمدينة وجدة ندوة علمية تسلط الضوء على المساجد التاريخية والعتيقة للمدينة والتي يبلغ عددها رقما يجعل المدينة تحتل المرتبة الثانية في العالم في عدد المساجد بعد إسطنبول. وفي افتتاح الندوة التي قدم بها مشروع كبير أنجزه فريق بحث من المهندسين حول المساجد بمدينة الألفية، كشف مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة أن من أساسيات مكونات هذه المدينة هو مكون المسجد، مشيرا إلى أنه هذه الندوة ستقدم عملا توثيقيا لمساجد المدينة في خريطة كونها تمثل عملا علميا ناطقا، بحيث أبرز أنه ليس الأهم هو عدد المساجد وإنما كان تواجدها وتوطينها، ومؤكدا أن المؤسسات الدينية في العالم تحضى بعناية كبيرة، بل حتى المناطق التي تنكر فيها أصحابها للدين تنتشر بها مؤسسات دينية. من جانبه أوضح عبد الحق الصدق منسق فريق البحث بنظم المعلومات الجغرافية والتهيئة بكلية الآداب بوجدة، الذي أشرف على إنجاز مشروع إحصاء وتتببع صيرورة إنشاء المساجد بوجدة وتوطينها بأحياء المدينة، “أن هذا العمل بدأ منذ ست سنوات، بعد دراسة كانت قد قامت بها مديرية المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 2007”. وأوضح المتحدث في مداخلته أن “نتائج هذه الدراسة كشفت عن التطور الذي عرفه سكان مدينة وجدة من 6700 نسمة سنة 1907 إلى نصف مليون نسمة سنة 2018، وأن هذه الزيادة في عدد السكان كانت ملزمة للزيادة في عدد المساجد كون أن المسجد خدمة عمومية”، مشيرا، إلى أن “تطور المساجد بوجدة يمكن جرده منذ إنشاء المسجد الأعظم “الجامع الكبير”، من طرف السلطان المريني”. وأكد “الصدق” أنه منذ عام 1960 إلى حدود 2018 بلغ عدد المساجد المشيدة 285 مسجدا بوجدة، وأن ما عدد 262 مسجدا تم بناؤه من طرف المحسنين، فيما العدد المتبقي أنجزته مؤسسات مختلفة، وأشار إلى أن المساحة الاجمالية لهذا العدد من المساجد بالمدينة، تبلغ 140096 متر مربع، بطاقة استيعابية تبلغ 236350 مصليا ومصلية.