في يوم المولد النبوي الشريف تتنوع وتتعدد صور الاحتفال بتعدد بلدان العالم الإسلامي من أقصاه إلى أدناه. ففي المغرب، تبدأ الاحتفالات منذ بداية شهر ربيع الأول وحتى مولد النبي في الثاني عشر منه، حيث تقام يوميا بالمساجد دروس في السيرة النبوية وسيرة وفضائل النبي الكريم،كما ترافق هذه الدروس مدائح وتواشيح تستمر حتى ليلة المولد النبوي الشريف. وفي تركيا مثلا، لا يرتبط الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بشهر ربيع الأول كما جرت العادة، وإنما بشهر إبريل الذي تبدأ فيه الفعاليات في سائر مناطق البلاد. وتمتد هذه الفعاليات لمدة أسبوع كامل، يحتشد خلاله آلاف الأتراك بالساحات والميادين العامة لحضور احتفالات تتخللها الأناشيد والأهازيج الدينية وكلمات الثناء على الرسول الكريم. وفي إندونيسيا، يتجمع ألاف الإندونيسيين في المتنزهات العامة وفي القلب منها المتنزه الوطني بالعاصمة جاكرتا للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وتعقد العديد من الندوات الدينية للتذكير بسيرة النبي الكريم وسط طقوس تكاد تتفوق على اي عيد ديني آخر. أما في جمهورية الشيشان، فيحتشد الشيشانيون في المسجد الرئيسي في مدينة غروزني العاصمة، وتطلق الألعاب النارية الاحتفالية في المساء في غروزني وغيرها من مدن الجمهورية. أما في الجزائر، فيعتبر يوم المولد النبوي يوما استثنائيا، حيث يبدأ الاحتفال به فور غروب الشمس، حيث يلهو الأطفال بمختلف أنواع المفرقعات والعبوات الصغيرة من البارود غير الناسفة، والصواريخ فوق أسطح المنازل. وتجتمع العائلات لإحياء الذكرى بشتى صنوف المأكولات وتبادل الحلويات وسط نور الشموع وعبق العنبر الذي لا يكاد يخلو منه أي بيت جزائري في هذا اليوم. ولا يختلف الوضع في مصر كثيرا، حيث يقصد المصريون أضرحة آل بيت الرسول الكريم، ويجتمعون في سرادقات ضخمة للاستماع إلى المنشدين ومداحي النبي الكريم،كما تقام حلقات الذكر الصوفي، وتبسط الموائد لتقديم الطعام للجميع، كما تصنع أنواع مختلفة من الحلويات من بينها “عروسة المولد” و”حصان المولد” وغيرها. وفي وسط الصحراء الكبرى، تحتفل مدينة تمبكتو التاريخية احتفالا استثنائيا، يلبس الناس فيه حلل جديدة استعدادا للسهر ليلة المولد التي توزع فيها الأطعمة والحلويات على المحتاجين، وتضاء فيها الأزقة، وتمتلئ المساجد والساحات بالمنشدين والمرتلين والمداحين لسرد المدائح النبوية حتى مطلع الفجر. وفي ماليزيا، يتم الاحتفال بالمولد النبوي عادةً ككرنفال هائل تتخلله المواكب الضخمة في الشوارع وتتزين فيه المنازل والمساجد بأبهى الزينات والأضواء،ويتم خلاله توزيع الصدقات والأطعمة فيما يقدم طلاب المدارس وصلات شعرية يتغنون فيها بسيرة الرسول الكريم.