يوما بعد يوم، يتأكد أن عجرفة رئيس جامعتنا الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، وجهله بالأبجديات الدبلوماسية في طريقهما لنزف حظوظ بلادنا في الظفر بتنظيم مونديال 2026. فوزي لقجع، الذي “قطر به السقف” على رئاسة الجامعة بفضل إلياس العماري حين كان هذا الأخير في عز أيامه، حيث كان يرهب العامل ويخيف رجل الأعمال و”يسخر” الوزير كي يُحضر له السجائر في منتصف الليل، سطع نجمه في قدرته على مشاكسة الجميع، ونشر عجرفته على الجميع، ممتطيا في ذلك موجة النجاحات الكبيرة التي حققتها كرة القدم المغربية مؤخرا، والتي يعتقد لقجع أنه صاحبها الوحيد، وكأن المنتخب ومدربه ولاعبيه منعدمي الأهلية والقدرات ما لم نتحدث عن أدوار الجهات الأخرى من تقنيين، ووزارة الشباب والرياضة أو القيمة المُضافة المغربية في مجالات التدبير الرياضي والمالي والاستراتيجي للبلاد.. آخر كوارث فوزي لقجع استقاها “برلمان.كوم” من مدينة مسقط، عاصمة سلطنة عمان الشقيقة، حيث يتأسف مسؤولون في فيدرالية عُمان لكرة القدم عن الإهانة التي تعرض لها نائب رئيسهم جاسم الشكيلي، حين أتى إلى المغرب طالبا مساندة الفيدرالية المغربية للظفر بعضوية المكتب المسير للفيدرالية العربية لكرة القدم. يحكي جاسم الشكيلي شخصيا، أنه بعث برسالة رسمية من الاتحاد العُماني إلى الجامعة المغربية ملتمسا ترتيب لقاء لتدارس كل أشكال التعاون والدعم المتبادل، وحين وصل إلى الرباط وكان كله أمل في الحصول على دعم المملكة المغربية الشقيقة، فوجئ بموقف فوزي لقجع الذي رفض استقباله. ولم تتوقف خيبة الضيف المغربي عند هذا الحد، بل تعمقت حينما حاول صديقه اللاعب الدولي السابق دحان التوسط لدى رئيس الفيدرالية المغربية لترتيب اللقاء ولكنه لم ينجح، بل أخبره في اليوم التالي بأن لقجع قال إنه ليس لديه وقت، وعلى جاسم الشكيلي العودة إلى بلاده، وانتظار الاتصال من طرف الجامعة لترتيب موعد لاحق. وها هي الأسابيع قد مرت، ولم يكن هناك اتصال ولا هم يحزنون. ولم تقف الأمور عند هذا الحد! فخلال انعقاد مؤتمر الاتحاد العربي في القاهرة، طلبت بعض دول الخليج رئيسها بقيادة التركي آل الشيخ ذو الجنسية السعودية من الدول العربية مساندة ترشح سلطنة عمان، فوقف وحده فوزي لقجع في وجه الطلب، علما أن التصويت سري ليتبين فيما بعد أن المغرب لم يصوت لصالح سلطنة عمان، فوقعت ملاسنات جد قوية بين المغربي والسعودي، أبانت أمام ممثلي الدول كيف أدت عنجهية المسؤول السعودي وعجرفة المسؤول المغربي إلى زحزحة التعاون والأخوة العربيين. وهنا تساءلت دول الخليج حول موقف المغرب منها ومن قام بتدبير هذا الفعل والبقية معروفة. وفيما عبرت المملكة العربية السعودية عن مساندتها لترشيح أمريكا لتنظيم مونديال 2026, تشير المؤشرات إلى أن الإمارات العربية المتحدة والأردن سيحذوان حذوها. أما ملك البحرين، وبفضل صداقته مع ملك المغرب عبر عن رفضه أن يُغضب صديقه محمد السادس، وبذلك قررت البحرين التصويت لصالح المغرب حسب معلومات مؤكدة توصل بها موقع “برلمان.كوم” لكن المفاجأة، كما كشفها جاسم الشكيلي، بعد لقاء تم مؤخرا بقطر وغابت عنه السعودية والإماراتالمتحدة، هي أنه تلقى أوامر عليا من بلاده سلطنة عمان للتصويت لصالح المغرب، رغم تصرفات فوزي لقجع علما أنه كان على استعداد ليقوم بعكس ذلك. وينتظر جاسم الشكيلي، حسب قوله، أن يتفضل جلالة الملك محمد السادس بعطفه ويرد له الاعتبار بعد أن أهانه لقجع. إضافة إلى هذه التصرفات التي تسيء لعلاقات المغرب مع أشقائه وحلفائه الخليجيين، تميز فوزي لقجع بتعامل سيّء وبعجرفة مع بعض الدول الإفريقية ونذكر بالخصوص رئيس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، كما وقعت له مشادة كلامية كادت تصل إلى تبادل اللكمات مع نظيره الإيفواري في أبيدجان، عاصمة البلد الإفريقي الصديق والوازن الذي وطد الملك محمد السادس معه ومع رئيسه الحسن وتارا علاقات أخوة جعلت من المغرب المستثمر الأول قبل فرنسا في كوت دي فوار. وبخصوص جهله لضوابط الدبلوماسية، نذكر الورطة التي أوقع فيها لقجع بلده بعد ما نشر للعلن محتوى لقاءاته مع المسؤولين البلجيكيين من جهة، ومع المسؤولين الصربيين من جهة أخرى، حيث قام هؤلاء بتكذيب مساندتهم لملف المغرب خلافا لما ادعته جامعة لقجع. يبدو أن ابن بركان، الذي لم “يبلع” تعيين مولاي حفيظ العلمي على رأس لجنة الترشيح، يخدم شخصه قبل خدمة الملف المغربي ويتصرف وكأنه يقول لمن يريد سماعه: “أن هو موسيو فوطبول في المغرب”، وكأن المغاربة اكتشفوا لعبة كرة القدم بعد تنصيبه على رأس جامعتهم. قبل أن يُجلسه على كرسي رئاسة الجامعة، كان على “جبلون”، حامل شهادة الماستر والباكالوريا ناقص أربعة، أن يلقن تلميذه أعراف الدبلوماسية وحكمة التواضع ولغة الحوار عِوَض لغة الزنقة والتنقاز والمشاكسات. لكن، وكما قالت الأعراب، فاقد الشيء لا يعطيه. نتمنى أن يتم تدارك هفوات وكوارث فوزي لقجع قبل فوات الأوان كي لا يصاب المغاربة بخيبة أمل وبصدمة قوية يوم 13 يونيو المقبل، تاريخ التصويت على البلد الذي سيحتضن مونديال 2026.