بشّرت جريدة “أخبار اليوم” بمفاجآت جديدة في ملف توفيق بوعشرين، في إشارة إلى تصريحات منسوبة لإحدى المصرحات، وصال الطالع، والتي جاء فيها أنها “برأت توفيق بوعشرين رسميا من أن يكون قد اعتدى عليها يوما ما، وهو ما ينزع الشرعية تدريجيا على الاتهامات الموجهة لناشر الجريدة”. والحقيقة أن الأمر لا يتعلق ببشرى سارة وبمفاجآت كبيرة كما يروج لذلك المدافعين عن بوعشرين، وإنما يتعلق الأمر صراحة بوسيلة مٌبطنة ومشفرة للضغط على باقي الضحايا والمشتكيات، في محاولة لتسريب الشك إلى نفوسهم وثنيهم عن سلك المسطرة القضائية إلى آخرها، والتشكيك في مطالبهم العادلة أمام عائلاتهم والرأي العام، وذلك وفق ما جاء في تصريح واحدة من ضحايا توفيق بوعشرين. فالمصرحة المنسوبة إليها هذه الخرجة الإعلامية، وصال الطالع، لم تظهر في ملف توفيق بوعشرين كمشتكية، ولم يتم تقديمها في محاضر الاستماع أمام الشرطة القضائية والاستنطاق أمام النيابة العامة كضحية، وذلك لسبب بسيط وهو أنها صرحت لدى الضابطة القضائية بأنها مارست الجنس الرضائي مع مدير نشر يومية “أخبار اليوم”، وأنها كانت ضيفة “أريكة المكتب” بمحض إرادتها، وهو ما ينزع عن تصريحاتها طابع الشرعية، دون باقي الضحايا اللواتي تعرضن للاغتصاب ولممارسات جنسية استغلالية مقرونة بالإكراه. وفي تعليق مماثل على هذه التصريحات، أكدت هيئة دفاع الضحايا بأن إفادات المصرحة التي مارست الجنس بإرادتها مع توفيق بوعشرين، كما هو موثق في محضر أقوالها، لا تلزم باقي الضحايا اللواتي تعرضن للعنف والاستغلال وهتك العرض بالعنف، كما أنها لا تنزع عنهن الشرعية في الانتصاب كضحايا وكمطالبات بالحق المدني، لأن القانون يميز بين ممارس الجنس الرضائي، الذي يعد مساهما وفاعلا أصليا في الجريمة، وبين من يكون ضحية استغلال جنسي واغتصاب، كما هو الحال بالنسبة للضحايا الحقيقيات. وقد استطلع موقع “برلمان.كوم” آراء باقي الضحايا والمصرحات في ملف توفيق بوعشرين بخصوص هذه التصريحات الأخيرة، فأكدن بأن “ثقتهن في القضاء راسخة، وبأن موقفهن من القضية ثابت لا محيد عنه، ويتمثل في ضرورة الاقتصاص القانوني ممن عرضهن للاغتصاب والاستغلال القسري، وأنهن لن يعبأن بمن يروج الأكاذيب والافتراءات، حتى ولو وصل حد الافتراء “أن يقارنوا بين من تجرع ظلم توفيق بوعشرين واستغلاله القسري، وبين من أقرت بأنها ضاجعته برضاها”.