احتضن مقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات لأكادير، أمس الخميس، أشغال منتدى اقتصادي هام بمشاركة رجال أعمال مغاربة ونظرائهم من بولونيا ، الذين يقومون حاليا بزيارة إلى المغرب من 8 إلى 12 دجنبر الجاري. وتميزت أشغال هذا اللقاء بتقديم سلسلة من العروض حول المؤهلات الاقتصادية والتجارية والسياحية التي تزخر بها جهة سوس ماسة درعة، وما تختزنه من فرص للاستثمار، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين من كلا البلدين. وبهذه المناسبة، أشاد رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله بعلاقات الصداقة والتعاون المتينة التي تربط بين المغرب وبولونيا وبما يواكبها من نمو مضطرد على مستوى المبادلات الاقتصادية والتجارية. وأكد أن عقد هذا المنتدى بأكادير، في أعقاب لقاء مماثل بالدار البيضاء، يمثل عربون ثقة يعكس الاهتمام الذي يوليه الطرف البولوني لجهة سوس ماسة درعة، باعتبارها أرضية واعدة لدعم التبادل مع إفريقيا ودول إفريقيا جنوب الصحراء. ومن جهته، أعرب رئيس مجلس الشيوخ البولوني “بودغان بوروسفيتش”، الذي يقود وفدا وازنا يضم أزيد من ثلاثين شخصا من الفاعلين المؤسساتيين ورجال الأعمال، عن عزم بلاده على توطيد العلاقات التجارية مع المغرب، من منطلق انشغال بولونيا بالبحث عن فرص جديدة خارج تراب الاتحاد الأوروبي. وشدد بنفس المناسبة أيضا على جاذبية مدينة أكادير والجهة لكونها، زيادة على استقطابها لأعداد مهمة من السياح البولونيين، توفر فرصا متنوعة للاستثمار. وفي هذا الشأن تحديدا، قدم والي جهة سوس ماسة درعة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، محمد اليزيد زلو عرضا مفصلا حول الأوراش المهيكلة الكبرى التي تمت برمجتها أو التي توجد قيد الإنجاز بمنطقة أكادير الكبير، لاسيما في مجالات السكن وإعداد التراب والنقل أو اللوجستيك. وتابع الحضور أيضا عرضا حول "برامج تنمية الطاقات البديلة والنجاعة الطاقية بالمغرب"، بالإضافة إلى شريط حول المؤهلات السياحية لجهة أكادير، من إعداد المجلس الجهوي للسياحة. وبهذا الخصوص، أكد رئيس المجلس صلاح الدين بنحمان أن السوق البولوني يأتي في المرتبة الرابعة من حيث توافد السياح الأجانب بعد فرنسا وألمانيا وإنجلترا، مضيفا "إننا نتوقع أن نقفل السنة الجارية باستقطاب 56 ألف سائح بولوني، أي ما يمثل ارتفاعا بنسبة 35 في المائة مقارنة مع السنة الماضية". وأبرز أن هذا العدد، الذي كان في حدود 25 ألف وافد برسم سنة 2009، قد تضاعف في ظرف خمس سنوات، مشددا على عزم مهنيي القطاع على مواصلة الجهود للحفاظ على هذه النسبة من النمو خلال سنة 2015. ومن جانبه، قدم مدير المركز الجهوي للاستثمار خليل نزيه عرضا حول مؤهلات الجهة و ما تزخر به من إمكانيات في مجال الاستثمار، قبل أن يشرف على تسيير اللقاءات الثنائية بين عدد من الفاعلين الاقتصاديين المحليين و نظرائهم البولونيين. وفي تصريح للصحافة، شدد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لأكادير سعيد الضور على أهمية هذا المنتدى الاقتصادي باعتباره أرضية للتواصل والتلاقي بين الفاعلين الاقتصاديين من كلا البلدين ومناسبة لاستكشاف فرص الشراكات والتعاون بما يسمح بتوطيد العلاقات التجارية بين الطرفين. وتميزت أشغال هذا المنتدى بالتوقيع على اتفاقية تعاون بين غرفة أكادير وغرفة التجارة البولونية تهدف إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وبولونيا. ويقوم وفد بولوني هام يضم فاعلين مؤسساتيين ورجال أعمال يمثلون مختلف القطاعات الإنتاجية بزيارة عمل إلى المغرب، من 8 إلى 12 دجنبر الجاري، لإجراء لقاءات بين رجال الأعمال لاستكشاف فرص الاستثمار بين الطرفين. ويعتبر المغرب ثالث شريك اقتصادي لبولونيا على المستويين العربي والإفريقي، بحيث بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين ما يزيد على 536 مليون دولار برسم سنة 2013.