أثارت الطريقة الصوفية الكركرية في الآونة الأخيرة، موجة من الإنتقادات والسخرية على مواقع التواصل الإجتماعي، تلثها هجمات شنتها جهات عديدة خاصة بالجارة الشرقية الجزائر. الطريقة التي رأت النور في المغرب على يد الشيخ محمد فوزي كركري المغربي، عدة مبادىء أساسية منها أن “تعبد الله كأنك تراه”، وهو ما يسموه الجمع بين العبادة والشهود، مستشهدين بالحديث الشريف “أن تعبد الله كأنك تراه” لذلك يعتقد مريديها أن أفعال الشريعة المطهرة سر ملكوتي وقبضة نورانية تجمع العبد على مولاه وتنسيه كل ما سواه. وتتميز وفق موريديها ب”سهولة الفتح أو سرعته، فالمريد في هذه الطريقة يفتح الله عليه في أقرب مدة وأسرع وقت بفضل الله تعالى” و مزجها بين ” الجذب والسلوك، وبين الفناء والبقاء، فتلميذها فان باق في نفس الوقت”، بالإضافة لجمعها بين جميع مدارس التصوف ومشاربه، فتجد فيها تصوف الفقيه، وتصوف العابد، وتصوف المنطقي والحكيم والطبيعي، كل واحد يجد فيها مشربه الذي يلائمه. الزاوية أو الطريقة الكركرية، خلقت في الأسابيع الأخيرة، موجة من الإنتقادات والإستهزام خاصة بملابس مورديها، والتي هي عبارة عن جلاليب مزركشة بمربعات تكثر فيها ألوان الطيف السبعة، ويرتدي مريدوه قُرطاً طويلة وبُنّية، مع عمائم بيضاء طويلة وقصيرة، حيث ذهب بعض المهاجمين إلى تشبيهها بألوان علم “المثليين جنسيا” وآخرون لتشبيهها بأزياء المهرجين، قبل أن تتطور الهجمات لذهاب حتى لتكفيرها، ونعثها بالطائفة “المستحدثة” والطائفة الدينية الحديثة. ويعرف الكركريون زاويتهم على موقعهم الرسمي على أنها “طريقة تربوية تهدف إلى إيصال العباد إلى تحقيق مقام الإحسان حتى يتمكنوا من الجمع بين العبادة والشهود (أن تعبد الله كأنك تراه) البخاري وبين السلوك والمعرفة حتى تكون حياتهم كلها لله رب العالمين، لذلك تدعو أتباعها إلى الإلتزام بالكتاب والسنة في كل أحوالهم”. وفي حديث ل“برلمان.كوم” وئام أمجاهد, وهي واحدة من المنتميات للزاوية في المغرب، الموجود مقرها في مدينة العروي شمال المغرب، أن للزاوية موردون كثر في المغرب وفيما يخص انتقال فكر الزاوية، أكدت أمجاهد أن ما يميز فكر الكركرية أنها لا تورث كباقي الطوائف، وهو ما يساعد في إنتشارها بطريقة أسرع وفي مدة أقل، ما ساهم في وصولها إلى بلدان عديدة حتى من غير الناطقة بالعربية، منها فرنسا والولايات المتحدة وأستراليا، بالإضافة لدول المنطقة العربية كالسعودية ومصر وسلطنة عمان وتونس والجزائر. الجزائر التي شنت وسائل إعلامها حملة شرسة على الزاوية ومورديها، بعد انتشار تسجيل مصور لشاب من بلدية حجاج شرقي مدينة مستغانم، يعلن اعتناقه على الملأ لفكر الطائفة، ويحكي عن تجربته مع الطريقة الكركرية التي بدأها منذ 11 سنة، إذ قال إن الطريقة تقوم بتجديد الدين، وإن الشيخ سيدي محمد فوزي هو مجدد الدين لهذه الفترة، وئام وفي حديثها مع “برلمان.كوم”، استنكرت الهجمة التي تتعرض لها الطائفة في الجزائر، والتي اعتبرها أنها هجمة بدوافع سياسية محضة ،بإعتبار أن الزاوية نشأت في المغرب. ويوجد على رأس الزاوية حاليا، الشيخ محمد فوزي الكركري، أب أخ الحسن الكركري الذي فارق الحياة سنة 2006، والذي أتى خلفا للطاهر الكركري المتوفي سنة 1976، والذي يدعون انتسابهم إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ويذكر أن الزواية تنظم أنشطة عديدة، منها “الحضرة” وهي تجمع لعدد من الأشخاص، يرددون ابتهالات دينية بإيقاع واحد، ينغمسون خلالها في جوانبهم الروحية، كما يقوم أفرادها بالسياحة الدينية، إذ يحرصون على زيارة الزاوية الأم، أو ينتقلون من بلد إلى بلد لأجل اللقاء بالمريدين وجذب آخرين جدد.