تربط فرنسا بالمغرب علاقات عميقة ومتعددة الأبعاد تدرجت بفضل الحوار المكثف والمنتظم بين الجانبين منذ أواسط تسعينات القرن الماضي وإلى حدود اليوم. ورغم تدوال أحزاب اليمين واليسار في السلطة في رئاسة الجمهورية الفرنسية، بقيت العلاقات التي بين البلدين متينة رغم بعض الهزات التي سرعان ما وجدت لها الحلول في وقتها. وتعليقا على فوز مرشح “حركة إلى الأمام” ،إمانويل ماكرون (39 سنة) في الجولة الثانية من الرئاسيات الفرنسية بنسبة 65.1 في المئة متفوقا على مرشحة اليمين المتطرف “مارين لوبين”، أكد محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية في حديثه مع “برلمان.كوم“، أن فوز ماكرون أمر يبعث على الاطمئنان بالنسبة للمغرب، مشيرا في هذا السياق إلى أن الملك محمد السادس كان أول القادة المهنئين للرئيس الفرنسي الجديد ، حيث بعث له برقية “ذات مضمون دال يوازي قيمة العلاقات الثنائية ومستوى التنسيق والشراكة بين البلدين”. وأوضح بودن، أن “هناك إشارة ذات أهمية قصوى، هي أن أول وجهة أعلن ماكرون أنه سيزورها بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية هي المغرب”، يقول الباحث ، الذي لفت إلى أن تواجد الملك بباريس في زيارة خاصة جاء متزامنا مع إجراء الانتخابات الفرنسية،”وهو معطى له رمزية دالة، وأكثر من ذلك قيام الملك بأنشطة مع الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند، وهي إشارة مقروءة، لاشك أن الرئيس الجديد، التقطها بعناية”. وتعليقا على فوز ماكرون في هذا الاستحقاق يرى بودن، أن “الناخب الفرنسي عبر عن سلوك انتخابي عقلاني،استحضر فيه مصير فرنسا وتوجهها نحو المستقبل، علاوة على علاقاتها والتزاماتها الدولية ورهاناتها الداخلية، وبالتالي يمكن القول إن توجه فرنسا الواثقة في مستقبلها يغلب على توجه فرنسا الخائفة من محيطها”. وأشار ذات المتحدث، إلى أن “فوز ماكرون يغير وجه السياسة الفرنسية، فهو اختيار لسياسي ناشىء على أمل إحداث التغيير المطلوب، بحيث انتصر الناخب الفرنسي لجيل الشباب على اعتبار أن ماكرون( 39 سنة ) حطم رقم جيسكار ديستان كأصغر رئيس منذ دستور الجمهورية الخامسة 1958،بل أكثر من هذا أن ماكرون يعد أصغر رئيس في تاريخ فرنسا”.